كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

الرياضيات حتى أضيف ورقة رابحة في يدي كأستاذ بالحجاز، إذا اقتضى الأمر. وفكرت أني سأكون أكثر فائدة بتأسيس مدرسة تقنية إعدادية في المدينة المنورة حتى لا يغادر تلاميذي المفترضين إلى أوروبا إلا لاستكمال دراستهم لا للشروع في الدراسة في صف المهندسين.
كما ظننت أنه ليس من الضروري أن أقضي سنة أخرى بباريس للظفر بشهادة من المدرسة الخاصة للميكانيكا والكهرباء. ففي نظري كان لدي كل التكوين المتعلق بها وهذا يكفيني لا لأباشر تحقيق مشاريعى. وعليه تقدمت بطلب الحصول على جواز سفر لي ولزوجتي التي بدأت بإعداد الملابس التي تناسب البلاد الحارة. وفي انتظار أن يكتمل التجهز للسفر، ذهبت إلى منطقة نورمانديا للعمل كحارس في مخيم صيفي على بعد كيلومترات من ليزيو. ولم تكن لدي أية رغبة في العودة لمدينة تبسة لأمضي العطلة فيها هذه السنة. فقد خبا اهتمامي بالجزائر بعد وفاة والدتي وها أنا أخطط لدفع والدي باللحاق بي بعد أن أستقر بأرض الحجاز.
وقد كانت الأسابيع القليلة التي أمضيتها قرب ليزيرو في أرض نورماديا المعطاءة بمثابة وداع للحضارة في أوروبا. وفي حدود منتصف سبتمبر، أخبرتني زوجتي أن السلطات قد سلمت لنا الجوازين. وبعد انقضاء العطلة في المخيم الصيفي، عدت إلى درو لإعداد آخر مستلزمات السفر.
وأخيرا اتخذنا القرار بالسفر في العشرة أيام الأولى من شهر أكتوبر. واتفقنا على أن أذهب صباحا إلى باريس لتأشير الجوازين على أن

الصفحة 102