كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

السفارة. وكان انطباعي الكامل أن طلبات جميع الحضور قد لبيت دون أي رفض. وأخيرا جاء دوري. لم يقدم لي الحاجب جوازي السفر الاثنين وإنما طلب مني أن أتبعه. وكنت أعتقد أن لدى (أخي في الدين. من السفارة فضولا مقبولا لرؤية مهندس جزائري ينوي الذهاب إلى الأماكن المقدسة في هذا الفصل من السنة.
أدخلت قاعة واسعة وجدت فيها رجلين سلمت عليهما. طلب مني الحاجب أن أتقدم نحو أحدهما ظهر لي أنه الأهم بسبب مكان مكتبه المقابل لباب الدخول. دعاني للجلوس ليبدأ الاستجواب، وتداولا علي بالأسئلة.
أدركت بسرعة أنه ما كان لمثقف مسلم جزائري أن يطلب تأشيرة من سفارة جلالة الملك فؤاد الأول ولكن من (الكي دورسي) (¬1) وأدركت أنني شخص غير مرغوب فيه بمصر حفاظا على المصالح الفرنسية. ورغم ذلك حاولت أن أقنع مخاطبي أني لا أطلب تأشيرة للإقامة في بلاد الفراعنة ولكن مجرد تأشيرة عبور.
وزدت على ذلك أني مستعد لأدفع تكاليف تنقل شرطي يرافقني من ميناء الإسكندرية التي أضطر فيها أن أغادر السفينة - لعدم وجود خط مباشر- إلى ميناء بور سعيد أو السويس حيث أبحر نحو جدة. غير أن ممثلي جلالته كانا متصلبين في موقفهما. وللخروج من الإحراج قام الشخص المهم منهما، وكان مسلما في حين يبدو أن زميله قبطيا، وطرح علي السؤال التالي:
¬__________
(¬1) Quai d'Orsay: مقر وزارة الشؤون الخارجية الفرنسية. (المترجم)

الصفحة 104