كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

نعم، ها أنا أدرك الآن، للأسف، أن الشخص الوحيد الذي كان يفهمني هو ماسينيون. كما أن الوضع لم يتغير بعد ستة عشر سنة من (المطالب) العقيمة. والسؤال هو ما هو الثمن الذي دفعته عائلتي كل هذه السنوات الستة عشر؟
ومهما يكن وبعد أن خيبت صحيفة (La Défense) ظننا قررنا، أنا وبن ساعي، أن نتوجه إلى صحيفة (L Entente) (الوفاق) لسان حال التيار البنجلولي التي كانت تصدر بقسنطينة، وكان ذلك حول موضوع آخر. وكان أكثر ما يؤلمنا هو الغياب التام لروح جماعية في الجزائر، حيث كان البرجوازي يقفل عائدا في المساء إلى منزله المريح دون أن يتأثر بتاتا بالطفل الذي يكون قد صادفه في طريقه وهو في الشارع نائم تحت حائط.
كيف نخلق هذه الروح الجماعية؟ لا ريب أن الله هو الذي يحدد الأمور بقوله سبحانه: (كن)، فتكون.
ولكن كيف نحقق أشياء بوسائل بشرية بسيطة دون اللجوء إلى المنهجية التعليمية التدريجية؟
فقررنا بالتالي أن نتوجه بمنشور مجهول المصدر (تفاديا لكل شعور بالعجب الشخصي والخيلاء) لبعض البرجوازيين الجزائريين وللسيد بن جلول شخصيا، واعتقدنا أن غياب اسم يمكن أن يمس بشهرته وبهالته سيجعله يمنح الإشهار الضروري لرسالتنا في صحيفته، كل هذا في مصلحة إخواننا البسطاء الجائعين. وفي الواقع فقد كنا نتوجه في النص إلى (أخواتنا المسلمات). وعندما لخصته

الصفحة 110