كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

وأفهمني بأن المنصب الذي أبحث عنه (مطلوب بعض الشيء). بالكاد لم يضف أن المنصب مطلوب من أحد (الأهالي).
كانت النية الحسنة للراهب مفاجئة وكتبت له للتو شاكرا مسعاه بكل صدق. أما ماسينيون فإني قررت أن ألتقيه مع علمي المسبق بنتيجة الحديث معه.
سألني هذا الرجل الذي يعرفني كما يعرف إبليس المؤمن، في مستهل حديثه:
- دراستك التقنية كانت في قسنطينة، أليس كذلك؟
إن أي إنسان يعرف معنى الذهنية اليسوعية سيدرك معنى هذا السؤال الذي لا أريد أن أعالج أهميته معالجة مشوهة هنا حتى لا أطيل الحديث. كظمت غيظي رغم ذلك وتظاهرت، من جهتي، بأني لا أعرفه أكثر وكأني أراه لأول مرة في حياتي. ويجب التنبيه من جهة أخرى أن اليسوعي لا يرتاح في جو يسمه النفاق والتظاهر الكاذب. كان ماسينيون مرتاحا في هذا الجو الغامض الذي أوجده سؤاله بعيننا. ثم سألني بغتة:
- أين عرفت هذا الكاهن؟
أجبته وأنا أضغط على مقاطع الكلمات:
- عرفت السيد الكاهن الذي فاتحكم في شأن مسعاي بتبسة، يا سيدي. في الواقع، استدعاني المستشار التقني للحكومة الفرنسية ليطلع
على أفكاري وأحاسيسي وليعرف أين وصلت.

الصفحة 138