كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

تجاهي حتى وإن لم يتطرق إلى الموضوع ولو بكلمة. إلا أني وجدته في وضع من أراد إصلاح خطأ ارتكبه. طرح علي بعض الأسئلة حول حالتي ثم سألني إن لم أرغب في التقدم لمسابقة حاسب في الدائرة التقنية للمدفعية. كما أخبرني بأن المسابقة ستجرى بعد الغد بإشراف أحد معارفه الذي سيقبل ترشحي رغم تجاوز الآجال المحددة. انطلقت رأسا إلى مديرية المدفعية حيث تم قبول ترشحي وترك المجال مفتوحا لإعداد ملفي بعد المسابقة. هذا الموقف أمدني بتجربة غريبة. كان ترتيبي الأول في الكتابي ... وفي المساء تقدمت للامتحان الشفهي في ظروف عادية تقريبا. حتى أن الجنرال الذي رأس اللجنة تحدث معي بعض الوقت عن الثكنات التي اشتغل فيها بالجزائر وخاصة بباتنة. كان هذا دليل على أني نجحت فعليا في المسابقة. غير أن النتيجة لم تعلن نظريا في ذلك المساء. فمندوب وزارة الحرب وهو عضو في اللجنة وكان بلباس مدني، طلب بعض الأيام كآجال رغم معارضة المدير العسكري لدائرة المدفعية. توجست خيفة من هذا التأجيل ورأيت فيه مؤشرا سيئا. وأدركت سلفا أن لي حظا وحيدا للنجاح وهو أن تعلن النتيجة فورا قبل (التحقيق الإداري)، وبعبارة أخرى قبل أن يتناهى خبر نجاحي إلى مسع ماسينيون. وبناء عليه شعرت بأن أملي قد انهار بمجرد ما سمعت بتأجيل موعد إعلان النتائج.
لم يخطئ حدسي. فقد تلقيت بعد أسبوعين إشعارا من وزارة الحرب يخبرني بكل برودة أني (لا أتوفر على شروط الامتحان). وقد فهمت بالفعل ما هي الشروط التي لم تكن متوفرة في.

الصفحة 140