كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

خصيصا لي. كان بن جامع حاضرا بطبيعة الحال. كما حضرت الحفل نخبة تبسة برمتها.
كانت الفرصة جيدة ولا يجب تضييعها. قررت في أعماق نفسي أن أضع الصنم (¬1) أمام مسؤولياته، أمام معجبيه , للتذكير فقد كان الحديث
يجري في الجزائر وقتها عن (بركة) بن جلول (نعم هكذا)، رجل (الطائرة الخضراء)، لون الرسول صلى الله عليه وسلم. هذا هو الزمن! كان عددنا كبيرا حول الخوان، وكان بين الحضور خالدي، الذي لا يزال طالبا شابا وخجولا. لما فرغنا من الأكل، وبغرض منعي من المبادرة بالكلام، خاطب مضيفنا بن جلول قائلا له: - حكيم! هلا تفضلت ببعض الكلمات. لم أذكر الكلمات التي نطق بها (الحكيم)، إلا أنها كانت عبارة عن تخبط عشوائي مبهم. اغتنمت الفرصة لأطلب منه بعض التوضيح حول أسباب فشل المؤتمر الإسلامي. انتبه الحضور للإصغاء. تحرج (الحكيم) واصفر. لقد أحس أني سأضيق عليه الخناق وأجره ليحدثنا عن خيانته العظمى. أحس بن جامع، الذي يجب الإقرار بذكائه الكبير، بأن الوقت قد حان لينقذ شريكه من الورطة، فأجاب مستعينا بـ (تحليل أهلي) (Analyse indigène) لم أستوعبه جيدا. للأسف كنت أنا شخصيا انديجينا باعتقادي أني سأنظم الأمور بالتوجه ل (الحكيم) الذي التزم الصمت بحذر، وامتنع عن الإجابة شخصيا.
¬__________
(¬1) قابلت كلمة (Idole) بعبارة (صنم) انسجاما مع ما جاء في كتاب بن نبي (شروط النهضة). (المترجم).

الصفحة 171