كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

مداركي ويستفيد منها كبار التلاميذ سنا في المدرسة قام الشيخ العربي عندما وزع الدروس على الأساتذة بتكليفي بقسم الحضانة رغم أني كنت من بينهم متطوعا دون مقابل. ويجب أن أضيف أن أحد طلبة السنة الأولى بجامعة الزيتونة كان قد رفض هذا القسم لأنه قدر بأنه لا يناسبـ (ثقافته الإسلامية) الواسعة.
فتكفلت بالقسم إذن دون مقابل، ورأيت بأنه يستحق كل العناية. أما دروسي الخصوصية فكنت أعطيها في المساء بعد مغادرة المدرسة. وكان علي أيضا أن أعد بعض التلاميذ لمسابقات متنوعة بمنحهم دروسا خصوصية.
وعلي هنا أن أسجل كذلك أمر، فيه من العبرة ما فيه. فقد كان أحد تلاميذي إبنا للوكيل القضائي للمدينة وكان قد رافع في إحدى المرات ضد الشيخ العربي التبسي في قضية طلاق. وكان من الطبيعي أن يأتي ابن الوكيل هذا إلى مدرسة تتوفر على صبورة وطاولة.
الأمر طبيعي أليس كذلك؟
كلا! ف (الثقافة الإسلامية) كانت ترى المسألة بنظرة أخرى: فقد أخبرني الشيخ العربي التبسي عبر تاجر من تبسة (هو والد الشيخ علي لوكسي) أني استقبل ابن (خائن) في المدرسة، وعليه يتعين علي أن أغادرها شخصيا دون عودة. في قرارة نفسي، كنت أرى أنه حتى وإن كان الوكيل القضائي أكثر (خيانة) (من العربي التبسي شخصيا)، فلا يجب أن يتحمل ابنه البريء تبعات تصرفات والده.
غير أني ذكرت مرارا لرسول الشيخ العربي أن القرآن الكريم يأمر

الصفحة 174