كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

محمدا صلى الله عليه وسلم باستقبال مشرك وإيوائه: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه}. (¬1) غير أن الشيخ العربي بقي متصلبا في رأيه بخصوص الصبي المسكين بسبب والده المتهم بـ (الخيانة) لأنه رافع ضده.
هذا ما تفعله (الثقافة الإسلامية) بتعاليم القرآن. اللهم إلا إذا كان القرآن بالنسبة للشيخ العربي وأمثاله ليس الإسلام أو أنه كتاب الكلمة الطيبة وليس العمل الصالح.
يجب إضافة أن ربيع ما قبل الحرب كان غنيا بالحوادث مع الشيخ.
كنا في مارس أو أبريل 1939، ولم يكن لقاء ميونيخ سوى تأجيل وليس حلا لوضع دولي ما فتئ يزداد تفاقما كل يوم. فموسوليني استأثر بألبانيا، واستغل الاستعمار هذا الحادث الشنيع ليمتدح روح الجهاد ضد دول المحور.
بقيت في الجزائر بعض الأماكن لم يدنسها الاستعمار وهي المقابر البائسة التي يجد فيها المسلم مأوى آمنا ضد الاستعمار، بالنظر لطابعها المقدس على الأقل.
غير أن بن جلول وفرحات عباس لم يشاءا أن يتركا حتى هذا المأوى مقدسا لموتانا. فقام البطلان بتنظيم (يوم ألبانيا) المعروف والذي جرت وقائعه في مقابر الجزائر العاصمة، وهناك، وبحجة التنديد بالاستعمار الإيطالي الفاشي، قام كل الخونة الحقيقيين بالاحتفاء بالاستعمار الفرنسي الفعلي.
¬__________
(¬1) سورة التوبة، الآية 6.

الصفحة 175