كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

كنت أكسب خمسمائة فرنك كان أصدقائي يقومون بجمعها ببعض الصعوبة لدى أولياء تلاميذي، لقاء الدروس التي كنت أقدمها. استقدمت رغم ذلك زوجتي التي كانت بدورها تعطي دروسا دون مقابل لصالح البنات في فن تسيير المنزل والحياكة.
في غضون ذلك اختمرت فكرة طيبة في ذهن الشيخ العربي. فقد اقترح علي ترجمة مقدمة مثيرة لكتاب باللغة العربية كان صاحبه، وهو من الحجاز، لاجئا في القاهرة ويحس الأشياء ويقولها بروح نيتشوية (âme nietzschéenne). وكانت رغبة الشيخ هي تعريف الشباب الجزائري المفرنس بهذه المقدمة.
استحسنت الفكرة واتفقت مع الشيخ على ترجمة المقدمة على أن أضيف لها جزءا شخصيا. وقد وعد الشيخ بالسعي لطباعة الكتيب من طرف جمعية العلماء المسلمين، فالكل يعرف أني كنت فقيرا خاوي اليدين. اشترط أن ينشر الكتيب باسمه وباسمي، فقبلت.
تسارعت الأحداث وأدركت أن لا أحد في الجزائر يعمل على إعداد الوعي الشعبي للمأساة التي ستنفجر. فقررت أن أقوم بالمهمة بنشر هذا الكتيب. قام أصدقائي سي المكي والخالدي ونوري ومشري بدعم مشروعنا.
بعد أن فرغنا منه، قدر الشيخ أنه خطير جدا واقترح تغيير النص وتلطيفه.
عندما فهمت التعديلات التي اقترحها أدركت أن الشيخ يريد أن يبرز اسمه في كتيب ولكن ليس في كتيب خطير. بيد أن هذه

الصفحة 178