كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

التعديلات تفقد كل الطابع الذي أردت أن اصبغه على العمل. فرفض الشيخ أن يشارك في مثل هذه الشروط.
انتدبنا مشري نوري، أحد أصدقائي، ليعرض الكتيب على اللجنة المديرة لحزب الشعب الجزائري بالجزائر العاصمة حتى يتكفل هذا الحزب بنشره. غير أن اللجنة وبعد عدة لقاءات اكتفت بتهنئتي وبموافاتي برغبتها في عرض الكتيب على أعضائها بعد رجوعهم لأن أغلبهم كانوا في عطلة.
هكذا كان القادة الجزائريون يعدون بلادهم للمأساة التي ستنزل عليها وعلى العالم قاطبة.
كان الصف في نهايته وكانت الأحداث ترهص بكل جلاء للحرب.
لم استطع أن أفعل شيئا لإيصال هذه الرسالة وتبليغها للبلاد.
وضعي المادي لم يعرف تحسنا. ظهر إعلان في صحيفة (La Dépêche de Constantine) (برقية قسنطينة) فقمت بمحاولة يائسة في خضم محاولات كثيرة أخرى. فحوى الإعلان هو تنظيم مسابقة لتوظيف حاسب في الدائرة التقنية للجسور والطرقات لمدينة عنابة. تذكرت بصورة مبهمة تكويني التقني فقمت في الحال بتحرير طلب لتسجيل اسمي في هذه المسابقة. تلقيت بعد أيام ظرفا كبيرا حوى برنامج وشروط الامتحان الخاص برسم تصميمات الجسور والطرقات. حسبت أن الأمر مجرد خطأ فذكرت بطلبى الخاص بمسابقة الحاسب. يومان بعدها، أجابني كبير المهندسين في ركن من رسالتي ذاتها بأنه يجب أن (يفهم من عبارة الحاسب

الصفحة 179