كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

وتقترح الأنظمة كذلك جائزة سنوية تخصص ل (الشابة المسلمة العفيفة).
وجاء اليوم الذي دعوت فيه سكان تبسة، وكان من بينهم بالطبع الشيخ العربي التبسي، لتلاوة أنطمة مؤسستنا والإعلان عن تأسيسها. كانت قاعة (نادي الشباب) غاصة بالحضور. تلوت مواد النظام وعلقت عليها. وتقبل الناس كلهم الفكرة وصفقوا لها.
أخذ الشيخ العربي فجأة الكلمة. وكنت انتظر بديهيا منه ذلك معتقدا أنه سيدعم مبادرتنا. ولكنه قام بالعكس مبررا موقفه بأن (مؤسسة حماية الفتاة المسلمة) غير مناسبة. فالسكان يجدون مشقة في دعم المدرسة.
لم أفهم مقولة علي بن أبي طالب: (كلمة حق أريد بها باطل)، أفضل من ذلك اليوم.
ذهلنا أنا وأصدقائي. وفهمت ما يجول في نفس (عالم) مسلم: المهم عنده هو المجابهة ومقابلة هيبته الشخصية بهيبتي في نشاط ارتأى فيه غياب مصلحة له ك (مستشار) أو (رئيس). وأسفاه على العمل الخيري حتى وإن تعلق بالشرف، المهم هو أن يبرز الشيخ هيبته وسمعته. ها هي تجليات (الثقافة الإسلامية). وعند خروجنا من الاجتماع قام شاب متعصب بترجمة شعوره تجاه الشيخ بصوت مرتفع.
وتحضرني ذكرى أخرى. عندما حررت رسالتي للشعب الجزائري، فيها عن (نصف ساعة من الواجب)، وهي فكرة كررتها عشر سنوات

الصفحة 182