كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

ومع (عفريت) أعرج إسمه مارسولين (¬1)، عفريت جسور جاء من منطقة نورمانديا المقدامة، قامت وداديتنا بإطلاق لعبة طامبولا وكانت على أهبة توزيع نشرة شهرية طبع منها عدد واحد.
وهكذا فقد فسرت موقف الفاسي على أنه مجرد غيرة، وبعد أن بعثت نفحة من دخان سيجارتي في وجهه رمشت لها عيناه، قلت له مزدهيا: - يا عزيزي، نحن (وكنت أشير إلى بن ساعي وبن عبد الله، وبعض الطلبة الآخرين) طلبة من شمال إفريقيا ولا أظن أن هذه الكلمة علامة مسجلة فتحتكرها حصرا لك.
والتزم الصمت بعد أن استنشق من تبغه. وأنا الآن أفهم موقف مدير جامعة القرويين مستقبلا. لقد كان يتحلى بقدر من الواقعية تجنبه الخضوع لرد فعل عادي كالغيرة. كان رجلا يستعلى فوق مثل هذه الصغائر. لقد كان مجرد صدى لماسينيون. ف (صديق المسلمين) هذا لم يكن يحب من يجاريه اختصاص (حبه) لنا. وقد كانت هذه بالفعل نيتنا, وحتى أكون واضحا فإن ماسنيون يدرك جيدا أن الاستعمار يجب أن يكون له وجهان: وجه المحضر الذي يقدم نفسه بهذه الصفة للفرنسي الذي يجب انتزاع صوته لصالح (العمل المحضر) (Oeuvre civilisatrice) والنزعة (المحررة) للاستعمار ثم وجه المضطهد الذي يتعين إظهاره لأهالي المستعمرات (الأنديجين) لإخضاعهم وإذلالهم.
¬__________
(¬1) Marcellin: عضو في اتحاد الشبان المسيحيين الذي كان بن نبي يرتاد ناديه بباريس. (المترجم).

الصفحة 55