كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

طلبت بطريقة ظاهرة فنجان قهوة أو شاي لرفع معنوياتي وفعل الجو الباقي. وانهمك الجميع في نقد محاولتي المسرحية ومحاولة أخرى قدمها لنا مصالي. وقد وقع الاختيار على عملي. والحق أن مصالي لم يتخذ شكل المهزوم المكسور ولا اتخذت أنا شكل المنتصر المزدهي. لقد تم إنجاز خطوة وتم الاتفاق على إنجاز خطوة أكبر. وقد اقترح مصالي وأصدقاؤه على الطلبة المشاركة في تظاهرة في شكل افتتاح رسمي ل (نجم شمال إفريقيا). وتم الاتفاق على أن تنظم سهرة في قاعة كادي التابعة لمحفل الشرق الماسوني. وأيام بعدها، ذهبت أنا وزوجتي. كانت القاعة غاصة بالحضور. أدخلت زوجتي في مؤخرة القامعة مع السيدة مصالي التي لاحظت بارتياح قسماتها النزيهة والطيبة، يغشاها غطاء خفيف من الحزن. وداخل القاعة التي اجتمعت فيها أنواع البؤس والشقاوة الجزائريين ببعض أنواع البؤس الباريسي، يشاهد في الصف الأول إمام مسجد باريس، وقد يكون حضوره لتمثيل معالي الحضرة الغبريتية لأن بن غبريت (¬1) غاب طبعا، حتى لا يتلطخ ربما برنوسه ذو البياض الناصع من طرف
عاطل عن العمل أو عامل في مصانع رونو للسيارات.
تم رفع الستار، كما أظن على مسرحيتي التي لم أضع لها عنوانا، غير أن طالبا جزائريا نبيها، غاب عني اسمه، قدم نفسه ارتجالا كمدير مسرح في هذه الأمسية، أعلن للحضور بعد الدقات الثلاث المعهودة قائلا:
¬__________
(¬1) الشيخ بن غبريط كان وقتها عميدا لمسجد باريس. (المترجم).

الصفحة 61