كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

- مسرحية (المدير الساذج)، من فصل واحد لصديقنا بن نبي! دوى بعض التصفيق في الصفوف، الأخيرة، حيث جلس الطلبة، وتبعته بقية القاعة.
لعب بن ميلاد دور المدير وقمت بدور كاتبه، ومثل أحد العمال حاجبه وقام شاب من بلاد القبائل رائع بطبعه بتمثيل دور راعي الماعز. وانتهى الفصل بملاحظة من (المدير الساذج):
- لا يتطلب الأمر شهادة دراسية حتى يصبح المرء راعيا للماعز. وجاء دور (السياسة) عبر مجموعة من الخطباء. فتحدث سي جيلاني بلغة عربية تشبه لغة شيوخ الكتاتيب وتبعه العيمش بشكله الذي يشبه الثور ثم جاء دور مصالي. لا أذكر ترتيب توالي الخطباء غير أن مصالي تحدث مطولا. أعجبني كلامه واعترف له بإلهام أسمى من الذي لاحظته حتى الآن في الكلمات التي تضمنتها خطب مثقفينا. لقد أثار الإحساس بالشفقة ثم الإقناع عندما تناول بالحديث بؤس الشعب الجزائري ومجد ماضيه. لقد أعجبني واستولى علي كلية عندما قال: (هناك رجال سامون ولكن ليست هناك شعوب أسمى). وفي القاعة التي كانت تختنق بالإحساس ودخان التبغ، كان ثمة من يبيع وهو يصيح: (صورة الأمير خالد مؤسس نجم شمال إفريقيا ومنشئ جريدة الأمة، لسان حال الحزب الوطني المسلم).
لقد استولت الوطنية على قلوب هؤلاء الرجال التعساء وتجلى ذلك في نظراتهم وحركاتهم.

الصفحة 62