كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: 1)

وقد بدأ النقاش الذي أحتدم في ضميري والذي فصلت فيه لصالح (العلماء)، وبالنتيجة لصالح مصالي، يضعف بفعل همومي الأخرى.
فوضع عائلتي لا يزال يؤرقني، وعملي يتعبني. ثم أضيفت قضية إصلاحية، ستورطني (كما أدرك اليوم) دون رجعة في منطق الإدارة الاستعمارية وتحكم على والدي نهائيا.
حصل أن صدر تلك السنة (مقرر ميشال) المشهور والذي يقضي بمنع المساجد على (العلماء). غير أن الشيخ العقبي لم يكن ليتحمل فكرة منعه من الذهاب للصياح والتصبب عرقا، كل مساء، في مسجد الجزائر العاصمة، فنشر باسم (العلماء) رسالة مفتوحة طبع منها آلاف النسخ، ولم يدر ما يصنع بهذا العدد الكبير، فمن السهل قول شيء ولكن من الصعب تحقيقه. فأرسل لي المخزون إلى باريس.
طلب مني الإصلاح الجزائري خدمة، فلا تتصوروا أني سأرفض أداءها. شرعت بداية في تحريض الطلبة الجزائريين، ثم حررت باسمهم رسالة مفتوحة موجهة للإدارة. ولم تذهب جمعية الطلبة إلى حد التجرؤ ورفض تحمل مسؤولية رسالتي، غير أن بومنجل اقترح تهذيب نصها لأنها، كما قال، تتضمن بعض العنف. آه! كم أفهم الآن مسببات وأهداف الأشياء. كان علي أن أقبل تهذيب بعض فقرات رسالتي التي نشرت في الجزائر بالفرنسية في جريدة (La Défense)(الدفاع) وباللغة العربية في جريدة كان يتولى عبابسة نشرها في العاصمة، وانتقدت فيها ما اسميته بـ (المساعدين المكلفين بالصلاة) الذين فرضتهم الإدارة أئمة على المساجد. ولتوزيع رسالة (العلماء) المضادة لـ (مقرر

الصفحة 66