كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: المقدمة)

وإننا نعلم النتائج المريعة المترتبة على ذلك من جميع الوجوه الاقتصادية والسياسية والمعنوية (!؟).
إننا نعتقد بضرورة صيانة المصالح الحيوية لفرنسا في الجزائر، ويجب أن يزول أي شك يحوم حول سياستنا في هذا الصدد. وليس هناك أي شخص راديكالي يدافع عن أية سياسة أخرى غير سياسة الإدامة والإنقاذ والتمكين لفرنسا في الجزائر).
فهذا الأستاذ ماسينيون (موجه سياسة منديس فرانس قائل هذا الكلام) هو الذي سيتعرف القارئ على فعله الشنيع وطرق اضطهاده الفظيع لمالك بن نبي الرمز الصامد على حلبة الصراع الفكري والثقافي، وهو الذي جعل كاتبنا الكبير يطلق على مناخ المعركة وظروفها غير المتكافئة صفة (العفن) ويطلق على نتائج هذه الخميرة المتعفنة في مختبر (ماسينيون) محضر وزارع جرثومة (القابلية للاستعمار) في عقول بعض أهل الدار، ومتعهدها بالحراسة والعناية والسقاية في مختلف الأطوار والأدوار!!
وهنا أقف قليلا لأدلي بشهادة تجلي بعض الغموض الذي أحاط بهذه المقولة المنسوبة إلى مالك بن نبي، وقد أصبح يعرف بها عالميا، بدلا من أن تعرف به هي التي قالها محليا وظرفيا!!
إن المقولة هي بالفعل لمؤلفنا، وهي مسطرة بيمينه في كتابه، ولكن التأويلات والشروح والتعليقات التي أعطيت لها كانت ذات قراءات متعددة ومتناقضة، تختلف كل واحدة منها

الصفحة 7