كتاب مذكرات مالك بن نبي - العفن (اسم الجزء: المقدمة)

باختلاف المنظار الذي ينظر به أو من خلاله القارئ للمقروء أو السامع للمسموع!!
وأضرب صفحا هنا عن تلك القراءات التي لم يقصدها المؤلف، ولها ما يبررها في غير هذا المقام ... وأكتفي بالوقوف عند ما سمعته بنفسي من القائل ذاته، حول مقولته هاته التي أقرها، كواقع لا ينكره أحد، وقد أكدها بنفسه؛ وذكر أصحابها بالاسم في هذه المذكرات .. غير أن الذي أنكره عليهم هو التأويلات التي أعطيت لها (...) وهي على طرفي نقيض لما كان يقصده كما قال رحمه الله.
إن ما قاله ردا على أولئك الذين طعنوا في وطنيته وفي بصيرته، وأظهروه (بفهمهم الساذج) وكأنه يبرر للاستعمار كقضاء وقدر؛ لا راد لحكمه ... ! لقد قال فيما أذكر، وكان ذلك سنة 1968: (أنا قلت هذا الكلام في ذلك الوقت (يقصد سنة 1951)، وعلى الذي كان يعارضني في مطابقة ما قلته للواقع الذي وصفته ... أن يثبت العكس، فكان إثبات العكس!!). وكان يقصد أنه لم يمض على إطلاق تلك المقولة سوى ثلاث سنوات، حتى كانت الثورة الجهادية العظمى (سنة 1954) التي قلبت الأوضاع رأسا على عقب، وكانت نموذجا عالميا للثورات الأصيلة التي ما تزال بعض الشعوب المتعطشة للحرية تقتات على مائدتها وتقتدي برجالها ونسائها، وتهتدي بنور جهادها حتى الآن في العديد من البلدان (...)!

الصفحة 8