كتاب (أنتينيا Antinéa) الذي ظهر في تلك الفترة فمنحني هذه الهواية. لقد سيطرت على نفسي طويلاً حتى بعد السنة الثانية من المدرسة التي كانت من وجوه عديدة فاصلة في تحديد اتجاهي.
(تمي Timmi) و (تميمون Timimoun) و (عين صالح): هذه الأسماء استهوتني واستوقفتني مراراً أمام خريطة الصف؛ فالصحراء كانت تفتنني، وقد ظل سحرها يلف روحي طويلاً حين استفاقت إلى آفاق بعيدة، وسوف أدرك فيما بعد واقعها الساحر الذي مارسته في روح نشيطة كروح (ارنست بسيكاري Ernest psicare)، كما وعيت في ذلك الوقت الدسم اللذيذ الذي صبته فيّ روح ايزابيل ابرهارت ( Ysabelle Ebrhardt)، وقد تولى (فيكتور بروكان Victor Berucand) تعريف العالم بكتابها الرائع الجذاب.
لقد قرأت مراراً كتاب تلك المرأة المغامرة التي أنهت حياتها في (عين صفرا) في ظروف مشؤومة مؤسفة. كنت أبكي وأنا أقرأ ذلك الكتاب المسمى ( A l’ombre chaude de l’islam في ظلال الإسلام الدافئة) والذي عرفت فيه شاعرية الإسلام وحنين الصحراء.
كان رهطنا يقرأ قراءات مشتركة وكان لكل واحد منا ما يرغب فيه من قراءات خاصة به، وفي ذلك الزمن عثر مدرسيّ من (باتنه Batna) يدعى أحمد المعلم على كتاب (أم القرى)، ولست أدري كيف عثر عليه، وقد قرأناه كله في ليلة.
هذا الكتاب ترك فينا بسبب خصائصه الخيالية تأثيراً عجيباً، لقد استشعرت صدمة أكملت ما تركه في نفسي كتاب (في ظلال الإسلام الدافئة). فالكتاب الأخير (في ظلال الإسلام الدافئة) وضع أمامي إسلاماً شاعرياً، ولكنه إسلام غير مبال يبحث عن النسيان في المخدرات. أما كتاب (أم القرى)