كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 1)

سَخْلَةُ تَيْعَرُ (¬1)، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَا وَلَّدْتَ؟ " (¬2). قَالَ بَهْمَةً (¬3). قَالَ: "اذْبَحْ مَكَانَهَا شَاةً". ثُمّ أقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ لا تَحْسَبَنَّ (¬4) - وَلَمْ يَقُلْ: لا تَحْسِبَنَّ (¬5) - أنَّا مِنْ أجْلِكَ ذَبَحْنَاهَا، إِنَّ لَنَا غَنَماً مِئَةً لاَ تَزِيدُ، فَإذَا (¬6)
¬__________
(¬1) السخلة -بفتح السين المهملة، وسكون الخاء، وفتح اللام-: ولد الغنم من الضأن والمعز ساعة وضعه، ذكراً كان أو أنثى. والجمع سَخْل- وزان: فَلْسٌ- وسِخال بكسر السين المهملة.
وتَيْعِرُ، قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 6/ 156: "اليُعار: صوت الشاء، يقال: يَعَرت، تَيْعِرُ، يُعَاراً".
(¬2) قال الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين" الحديث (13) بتحقيق الدكتور حاتم صالح الضامن: "الرواية بتشديد اللام، على وزن (فعَّلْتَ) خطاب المواجه. وأكثر المحدثين يقولون: ما وَلَدَتْ؟ يريدون: ما وَلَدَتِ الشَاةُ وهو غلط.
تقول العرب: ولَّدْت الشَّاةَ إذا نُتِجَتْ عندك فوليت أمر ولادها. وأنشدنا أبو عُمَر قال: أنشدنا أبو العباس ثعلب:
إِذَا مَا ولَّدوا يَوْماً تَنَادَوْا ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِكَ أَمْ غُلاَمُ؟ "
وانظر لسان العرب، وتاج العروس مادة (ول د). والنهاية 5/ 225.
(¬3) البهمة -بفتح الباء الموحدة من تحت، وسكون الهاء، وفتح الميم-: ولد الضأن ذكراً كان أو أنثى.
(¬4) قال الخطابي في إصلاح غلط المحدثين، وفي "معالم السنن" 1/ 54 بنحوه: "وقوله: (لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها) معناه: نفي الرياء، وترك الاعتداد بالقرى على الضيف".
(¬5) قال الخطابي في "معالم السنن" 1/ 54: "وقوله: (ولا تحسبن- مكسورة السين) - إنما هو لغة عليا مضر، وتحسبن- بفتحها لغة سفلاها وهو القياس عند النحويين، لأن المستقبل من فَعِلَ- مكسورة العين- يَفْعَلُ- مفتوحها. كقولهم. علم، يعلم، وعجل، يعجل.
إلا أن حروفاً شاذة قد جاءت نحو: نَعِم، يَنْعِمُ، وَيَئِسَ، يَيْئِسُ، وَحَسِبَ، يَحْسِبُ، وهذا في الصحيح .... ".
(¬6) في الإحسان:"فما ولدت ... ". وعند أبي داود: "فإذا ولَّد الراعي بهمة ... ".

الصفحة 273