كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 2)

549 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان، حدَّثنا أحمد بن أبي بكر، عن مالك، عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل.
أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ أَخْبَرَهُمْ (¬1) أَنَّهُمْ خَرَجُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَامَ تَبُوكَ، فَكَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ. قَالَ: فَأَخَّرَ الصَّلاةَ يَوْماً، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيْعاً (¬2). ثُمَّ دَخَلَ، ثُمّ خَرَجَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعاً ثُمَّ قَالَ: "إِنَّكُمْ تَأتُونَ غَداً- إنْ شَاءَ اللهُ- عَيْنَ تَبُوكَ، وَإِنَّكُمْ لَنْ تَأْتُوهَا حَتَّى يُضْحِيَ النَّهَارُ، فَمَنْ جَاءَهَا، فَلا يَمَسَّ مِنْ مَائِهَا شَيْئاً حَتَّى آتِيَ". قَالَ: فَجِئْنَاهَا وَقَدْ سَبَقَ (¬3) إلَيْهَا رَجُلانِ وَالْعَيْنُ مِثْلُ الشِّرَاكِ تَبِضُّ (¬4) بِشَيْءٍ مِنْ مَاءٍ، فَسَألَهُمَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "هَلْ مَسَسْتمَا مِنْ مَائِهَا؟ ". قَالا: نَعَمْ (¬5). وَقَالَ لَهُمَا مَا شَاءَ اللهُ أنْ يَقُولَ. ثُمَّ غَرَفُوا مِنَ الْعَيْنِ بِأَيْديهِمْ قَلِيلاً حَتَّى اجْتَمَعَ فِي شَيْءٍ، ثُمَّ غَسَل رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِ وَجْهَهُ وَيدَيْهِ، ثُمّ أَعَادَهُ فِيها، فَجَرَتِ الْعَيْنُ بِمَاءٍ كَثِيرٍ فَاسْتَقَى النَّاسُ،
¬__________
= وأخرجه أبو يعلى في المسند 4/ 134 برقم (2188) وهناك خرجناه فانظره. وفي الباب عن ابن مسعود برقم (5413)، وعن ابن عمر برقم (5439)، وعن أسامة بن زيد برقم (6722) وجميعها في المسند السابق.
(¬1) في الموطأ: "أخبره".
(¬2) في (س) "جَمْعَاً".
(¬3) في الموطأ: "سبقنا".
(¬4) يقال: بضَّ الماء- بابه ضرب- إذا قطر وسال. وضب أيضاً بمعناه، وهو من المقلوب.
(¬5) بعد هذا زيادة "فسبَّهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -" في الموطأ.

الصفحة 267