كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

بِمِثْلِ الْبَيْضَةِ مِنْ ذَهَبٍ قَدْ أصَابَهَا مِنْ بَعْض الْمَعَادِنِ (¬1)، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، خُذْ هذِهِ مِنِّي صَدَقَةً، فَوَاللة مَا أصْبَحَ لِي مَالٌ غَيْرَهَا. قَالَ: فَأعْرَضَ عَنْهُ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- فَجَاءَ مِنَ الشِّقِّ الأخَرِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذلِكَ، فَأعْرَضَ عَنْهُ النَبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-. ثُم جَاءَهُ مِنْ قِبَلِ وَجْهِهِ، فَأخَذَهَا مِنْهُ، فَحَذَفَهُ بِهَا حَذْفَةً لَوْ أصَابَهُ عَقَرَهُ- أوْ أوْجَعَهُ-، ثُمَّ قَالَ: "يأتى أحَدُكُمْ بِجَمِيعِ مَا يَمْلِكُ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، ثُمَّ يَقْعُدُ فيتكفف النَّاسَ، إِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، خُذْ عَنَّا مَالَكَ، لا حَاجَةَ لَنَا بِهِ" (¬2).
840 - أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن عجلان، حدثنا عياض بن عبد الله.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيّ: أَنَ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَلَى المنبر فَدَعَاهُ، فَأَمَرَهُ أَنْ يُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ، ثُمّ قَالَ: "تَصَدَّقُوا". فَتَصَدَّقوا، فَأَعْطَاهُ -صلى الله عليه وسلم- ثوْبَيْنِ مِمَّا تصدقوا، ثُمَّ قَالَ:
¬__________
(¬1) المعادن: المواضع التي تستخرج منها جواهر الأرض كالذهب والفضة والنحاس وغير ذلك، واحدها مَعْدِن. والمعْدِنُ: مركز كل شيء. وقد تحرفت"المعادن" في الإحسان إلى "المغازي".
(¬2) رجاله ثقات غير أن ابن إسحاق قد عنعن. وهو في الإحسان 5/ 156 - 157 برقم (3361).
وأخرجه أبو يعلى 4/ 65 - 66 برقم (2584) وهناك استوفينا تخريجه، وهو عند أبي يعلى أيضاً برقم (2220). ونضيف هنا أن البيهقي أخرجه في الزكاة 4/ 181 باب: ما يستدل به على أن قول النبي-صلى الله عليه وسلم-: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى ...
من طريق يعلى بن عبيد، حدثنا محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد.
وانظر الحديث المتقدم برقم (826).

الصفحة 136