كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

"تَصَدَّقُوا". فَألقى هُوَ أَحَدَ ثَوْبَيْهِ، فَكَرِهَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- مَا صَنَعَ وَقَالَ: "انْظُرُوا إلى هذا، دَخَلَ الْمَسْجِدَ بِهَيْئَةِ بَذَّةٍ فَرَجَوْتُ أَنْ تَفطَنُوا لَهُ فَتَصَدقُوا عَلَيْهِ، فَلَمْ تَفْعَلُوا، فَقُلْتُ: تَصَدَّقوا، فَأَعْطَوْهُ ثَوْبَيْنِ، ثُمَّ قُلْتُ: تَصَدَّقُوا، فَألْقى أحَدَ ثَوْبَيْهِ، خُذْ ثَوْبَكَ". وَانْتَهَرَهُ (¬1).
841 - أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص، حدثنا كثير بن عبيد، حدثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري، عن حسين بن السائب بن أبي لبابة.
أَنَ جَدَّهُ أَبَا لُبَابَةَ حِينَ تَابَ الله عَلَيْهِ فِي تَخَلُّفِهِ عَنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وَفِيمَا كَانَ سَلَفَ قَبْلَ ذلِكَ فِي أُمُورِ وَجَدَ [عَلَيْهِ فِيهَا] (¬2) رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِني أَهْجُرُ دَارِيَ (64/ 1) الَّتِي أَصَبْتُ (¬3) فِيهَا وَأَنْتَقِلُ إِلَيْكَ فَأُسَاكِنُكَ. وَإِنِّي أنْخَلِعُ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إلَى اللهِ وَإلَى رَسُولهِ. فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَجْزِيكَ مِنْ ذلِكَ الثُّلُثُ" (¬4).
¬__________
(¬1) إسناده حسن من أجل محمد بن عجلان، والحديث في الإحسان 4/ 92 - 93 برقم (2496).
وهو عند أبي يعلى 2/ 279 برقم (994) وهناك استوفينا تخريجه وعلقنا عليه. ونضيف هنا أن البيهقي أخرجه في الزكاة 4/ 181 من طريق مسدد، حدثنا يحيى، بهذا الإسناد. وانظر الحديث المتقدم برقم (325).
(¬2) في النسختين "عليها فيه" والتصويب من الإحسان.
(¬3) رواية مالك، والبخاري "التي أصبت بها الذنب"، وكذلك رواية الحاكم.
(¬4) إسناده جيد، الحسين بن السائب ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 3/ 53 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وروى عنه أكثر من واحد، وذكره ابن حبان في الثقات 4/ 155 وقال: "يروي عن أبيه المراسيل". وكثير بن عبيد هو أبو الحسن الحمصي، ومحمد بن حرب هو الخولاني، والزبيدي هو محمد بن الوليد. =

الصفحة 137