كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

وَخَتَمَهُمَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- وَأَمَرَ بِدَفْعِهِمَا إِلَيْهِمَا، فأَما عُيَيْنَةَ فَقَالَ: مَا فِيهِ؟ فَقَالَ: فيهِ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ. فَقَبَّلَهُ وَعَقَدَهُ في عِمَامَتِهِ، وَكَانَ أحْكَمَ الرَّجُلَيْن " وأمَّا الأقْرَعُ فَقَالَ: أحْمِلُ صَحِيفَةً لا أدْرِي مَا فِيهَا كَصَحِيفَةِ الْمُتَلَمِّس (¬1)؟ فَأَخْبَرَ مُعَاوِيةُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم-،ثُمّ خَرَجَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- لِحَاجَتِهِ، فَمَرَّ بِبَعِيرٍ مُنَاخٍ عَلَى بَاب الْمَسْجِدِ فِي أولِ النَّهَارِ، ثُمَّ مَرَّ بِهِ فِي آخِرِ النَّهَارِ وَهُوَ فِي مَكَانِهِ، فَقَالً: "أيْنَ صاحِبُ هذَا الْبَعِير؟ ". فَابْتُغِيَ فَلَمْ يُوجَدْ، فَقَالَ: "اتقُوا اللهَ فِي هذِهِ الْبَهَائِمِ، ارْكبُوهَا صِحَاحاً، وَكلُوهَا سِمَاناً- كَالْمُتَسَخِّطِ (¬2) أنْفاً (¬3) - إِنَّهُ مَنْ سَألَ شَيْئاً وَعِنْدَة مَا يُغْنِيهِ فَإِنَّمَا يَسْتَكْثِرُ مِنْ جَمْرِ جَهَنَّمَ". قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا يُغْنِيهِ؟ قَالَ: "مَا (¬4) يُغَدِّيهِ أوْ يُعَشِّيهِ" (¬5).
¬__________
(¬1) مثل يضرب للشيء يغر، يكون ظاهره خيراً وباطنه شراً وانظر التعليق الآتي برقم (5).
(¬2) في النسختين "كالمستنجد" وهو خطأ.
(¬3) قال ابن الأثير في النهاية 1/ 76:" يقال: أَنِفَ من الشيء، يَأْنَفُ، أَنَفاً إذا كرهه وشرفت نفسه عنه ... وقيل: هو أَنْفٌ- بسكون النون للعضو، أي: اشتد غيظه وغضبه، من طريق الكناية كما يقال للمتغيظ: ورم أنفه".
(¬4) في النسختين "أمابن وهو خطأ.
(¬5) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 5/ 166 - 167 برقم (3385).
وأخرجه أحمد 4/ 180 - 181، والبيهقي في الصدقات 7/ 25 باب: لا وقت فيما يعطى الفقراء والمساكين إلى ما يخرجون به من الفقر، من طريق علي بن المديني، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبراني في الكبير 6/ 96 - 97 برقم (5620) من طريق عمر بن عبد الواحد،
وأخرجه- مختصراً الطحاوي في "شرح معاني الآثار" 2/ 20 باب: ذي المرة السوي الفقير، هل تحل له الصدقة أم لا؟ من طريق أيوب بن سويد، كلاهما حدثنا =

الصفحة 142