كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

1566 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست، حدثنا سويد بن نصر، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن ابن عون، عن ابن سيرين، عن عبد الحميد بن المنذر بن الجارود،
عَنْ أنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: صَنَعَ بَعْضُى عُمُومَتِي لِرَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- طَعَاماً، وَقَالَ: إنِّي أُحِبُّ أنْ تَأْكُلَ فِي بَيْتِي وَتُصَلِّيَ فِيهِ. فَأتَاهُ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-وَإِذَا في الْبَيْتِ فَحْلٌ (¬1) (81/ 1) مِنْ تِلْكَ الْفُحُولِ، فَأمَرَ بِجَانِبٍ مِنْهُ فَكُنِسَ، ثُم رُشَّ، فَصَلَّى وَصَلَّيْنَا مَعَهُ (¬2).
¬__________
= ويشهد له حديث أبي هريرة عند أحمد 2/ 424، 479، 481، 512، والبخاري في النكاح (5178) باب: من أجاب إلى كراع، والبيهقي في الهبات 6/ 169 باب: التحريض على الهبة، والخطيب في "تاريخ بغداد" 12/ 14، وابن حبان- في الإِحسان 7/ 349 - برقم (5267)، بمثل حديثنا. وانظر "جامع الأصول" 7/ 487.
وقال الحافظ في الفتح 9/ 246: "وفي الحديث دليل على حسن خلقه -صلى الله عليه وسلم- وتواضعه، وجبره لقلوب الناس، وعلى قبول الهدية، وإجابة من يدعو الرجل إلى منزله ولو علم أن الذي يدعوه إليه شيء قليل.
قال المهلب: لا يبعث على الدعوة إلى الطعام الله صدق المحبة، وسرور الداعي بأكل المدعو من طعامه، والتحبب إليه بالمؤاكلة وتوكيد الذمام معه بها، فلذلك حض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على الإجابة ولو نزر المدعو إليه. وفيه الحض على المواصلة والتحاب والتآلف، وإجابة الدعوة لما قل أو كثر، وقبول الهدية كذلك".
(¬1) الفحل ها هنا قال ابن الأثير في النهاية 3/ 416: "حصير معمول من سَعَفِ فُحَّال
النخل، وهو فحلها وذكرها الذي تلقح منه، فسمي الحصير فحلاً مجازاً".
(¬2) إسناده صحيح، وابن عون هو عبد الله، والحديث في الإحسان 7/ 350 برقم (5271). =

الصفحة 392