كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

1101 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا أبو ثور، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد، عن قتادة،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكِ: أنْ رَجُلا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يُبَايع، وَفِي عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ، فَأَتَى أهْلُهُ نَبِيَّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ احْجُرْ عَلَى فُلاَنٍ، فَإنَّهُ يُبَايِعُ وَفِي عُقْدَتِهِ ضَعْفٌ. فَدَعَاهُ نَبِيُّ الله -صلى الله عليه وسلم- فَنَهَاهُ عَنِ الْبَيْعِ، فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ لا أصْبِرُ عَنِ (¬1) الْبَيْعِ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنْ كُنْتَ غير تَارِكٍ لِلْبَيْعِ فَقُلْ: هَا وَهَا (¬2)، وَلا خِلاَبَةَ (¬3).
¬__________
ومن طريق الطيالسي أخرجه البيهقي 270/ 5.
وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 4/ 155 باب: الخيار في البيع، وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح". وانظر "نصب الراية" 4/ 2 - 10، ونيل الأوطار 5/ 289 - 295 ففيهما عدد من الشواهد.
(¬1) في (س): "على". وصبر عن الشيء: أمسك، وصبرت نفسي عن كذا: حبستها.
والاستعمال السليم هو: "صبرت على ما أكره، وصبرت عمَّا أحب".
(¬2) في النسختين "هو لا، ولا خلابة". وقال الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين" ص (106) نشر دار المأمون للتراث: "والعامة ترويه إلا ها وها مقصورين، ومعنى هاءَ: خُذْ. يقال للرجال: هَاءَ، وللمرأة: هائي. وللاثنين من الرجال والنساء: هَاؤُمَا، وللرجال: هَاؤُمْ، وللنساء: هاؤنَّ. وهذا يستعمل في الأمر ولا يستعمل في النهي، فإذا قلت: هاكِ، قصرت، وإذا حذفت الكاف مددت، فكانت المدة بدلاً من كاف المخاطبة".
وقال ابن الأثير في النهاية 5/ 237 بعد أن نقل عن الخطابي ما سبق: "وغير الخطابي يجيز فيها السكون على حذف العوض، وتتنزل منزلة (هَا) التي للتنبيه، وفيها لغات أخرى".
ولمعرفة هذه اللغات الأخرى انظر لسان العرب 15/ 481 - 483.
(¬3) إسناده صحيح، عبد الوهاب بن عطاء سمع سعيداً قبل الاختلاط. وأبو ثور هو =

الصفحة 433