كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

784 - أخبرنا أبو عروبة (¬1)، حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، قال: حدثني زيد ابن أبي أنيسة، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث.
عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: كُنَّا نَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- فَمَرَرْنَا عَلَى قَبْرَيْنِ فَقَامَ، فَجَعَلَ لَوْنُهُ يَتَغَيَّرُحَتَّى رَعَدَكُمُّ قَمِيصِهِ. فَقُلْنَا: مَالَكَ يَا نَبيَّ الله؟ قَالَ: "تَسْمَعُونَ مَا أسمَعُ؟. قُلْنَا: وَمَا ذاكَ يَا نَبِيَّ اللهِ؟ قَالَ: "هذَانِ رَجُلاَنِ يُعَذَّبَانِ فِي قُبُورِهِمَا عَذَاباً شدِيداً فِي ذَنْبٍ هَيِّن". قُلْنَا: فِيمَ ذاكَ؟. قَالَ:"أحَدُهُمَا لا يَسْتَنْزِهُ منَ الْبَوْلِ. وَالآخرُ يُؤْذِي النَّاسَ بِلِسَانِهِ وَيَمْشِي بِيْنَهُمْ بِالنَّمِيمَةِ". فَدَعَا بِجَرِيدَتَيْنِ مِنْ جَرَائِدِ النَّخْلِ، فَجَعَلَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً. قُلْنَا: هَلْ يَنْفَعُهُمْ ذلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟. قَالَ: "نَعَمْ، يُخَففُ عَنْهُمَا مَا دَامَتَا رَطْبَتَيْنِ" (¬2).
¬__________
= المقرئ، بهذا الإسناد، موقوفاً على أبي هريرة. وانظر "عذاب القبر" رقم (74). وذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" 3/ 55 باب: في العذاب في القبر، وقال: "رواه أحمد، وأبو يعلى موقوفاً وفيه دراج، وفيه كلام وقد وثق".
(¬1) هو الحسين بن محمد بن أبي معشر الحراني، تقدم عند الحديث (43).
(¬2) إسناده صحيح، وأبو عبد الرحيم هو خالد بن أبي يزيد الحراني. وقد سقط من إسناده في (س): "زيد" والحديث في الإِحسان 2/ 96 برقم (821) وقد تقدم برقم (140) فانظره.
ويشهد له حديث جابر الذي خرجناه في المسند للموصلي 4/ 43 برقم (2050)،
وهناك ذكرنا له شاهداً عن ابن عباس وهو متفق عليه، وعلقنا عليه أيضاً، فانظره إذا شئت.

الصفحة 61