كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

36 - باب منه
791 - أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر (¬1) (59/ 1)، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الْبَجَلي، حدثنا زهير بن معاوية، عن زبيد ْالأيامي، عن محارب بن دثار، عن ابن (¬2) بريدة. عَنْ أَبيهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَنَزَلَ بِنَا- وَنَحْنُ قَرِيبٌ مِنْ أَلْفِ رَاكِبٍ- فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْههِ، وَعَيْنَاهُ -صلى الله عليه وسلم- تَذْرِفَانِ، فَقَامَ إلَيْهِ عُمَرُ -رَضِيَ الله عَنْهُ- فَفَدَاهُ بِالأُمّ وَالأَبِ، وَقَالَ: مَالَكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنِّي اسْتَأذَنْتُ رَبِّي فِي الاستِغْفَارِ لأُمِّي، فَلَمْ يَأْذَنْ لِي، فَدَمَّعَتْ عَيْنِي رَحْمَةً لَهَا مِنَ النَّارِ" (¬3).
¬__________
=قلت: وخبر أَنس يدل على جواز لبس النعل لزائر القبور وللماشي بحضرتها وبين وظهرانيها.
فأما خبر السبتيتين فيشبه أن يكون إنما كره ذلك لما فيهما من الخيلاء، وذلك أن نعال السبت من لباس أهل الترفه والتنعم، قال الشاعر يمدح رجلا:
........................... ... يُحْذِي نِعَالَ السَّبْتِ لَيْسَ بِتَوْأمِ
وقال النابغة:
رِقَاقُ النِّعَالِ طيِّبٌ حُجُزَاتُهُمْ ... يُحَيَّوْنَ بالرَّيْحَانِ يَوْمَ السَّبَاسِبِ
يقول: هم أعفاء الفروج لا يحلون أزرهم لريبة. والسباسب: عيد كان لهم في الجاهلية، فاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-أن يكون دخوله المقابر على زي التواضع ولباس أهل الخشوع". وانظر تعليقنا السابق على السبتيتين.
(¬1) في الأصلين: "شعيب" بدل "بن أبي معشر" وهو خطأ، والتصويب من الإحسان وقد تقدم التعريف به عند الحديث (43).
(¬2) تحرفت في الإحسان "ابن" إلى "أبي".
(¬3) إسناده جيد عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الرحمن البجلي ما وجدت فيه جرحاً،
ووثقه اين حبان. وابن بريدة سواء أكان عبد الله أم سليمان لا يضر لأن كلاً منهما =

الصفحة 70