كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 3)

"أفْزَعَكُمْ بُكَائِي؟ ". قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: "إِنَّ الْقَبْرَ الذِي رَأيْتُمونِيِ أنَاجِي قَبْرُ آمِنَةَ بِنْتِ وَهْبٍ، فَإنِّي سَألْتُ رَبِّيَ الاسْتِغْفَارَ لَها، فَلَمْ يَأْذنْ لِي، فَنَزَلَتْ: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ} [التوبة: 113] فَأخَذَنِي مَا يَأخُذُ الْوَلَدَ لِلْوَالِدِ مِنْ الرِّقةِ، فَذلِكَ الّذِي أبْكَانِي، وَإنِّي كنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، فَإنَّهَا تُزَهِّدُ فِي الدُّنْيَا وُتُرَغِّبُ في الآخِرَةِ" (¬1).
¬__________
(¬1) إسناده ضعيف ابن جريج قد عنعن وهو موصوف بالتدليس. وقال الدوري في تاريخ ابن معين 4/ 484 برقم (5401): "قال يحيى: هذا في كتب ابن جريج مرسل فيما أظن، ولكن هذا حديث ليس يساوي شيئاً، قدم أيوب بن هانئ هذا، وكان ضعيف الحديث. لا أدري ابن يحيى قال: قدم". وباقي رجاله ثقات. أيوب بن هانئ ترجمه ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 2/ 261 وقال: "وسألته عنه -يعني سأل أباه- فقال: هو شيخ، كوفي، صالح". وضعفه ابن معين كما تقدم، وقال ابن عدي في كامله 1/ 351: "وأيوب بن هانئ لا أعرفه، ولا يحضرني له غير هذا الحديث"، يعني الحديث الذي نحن بصدد تخريجه، ووثقه ابن حبان، وقال الدارقطني: "يعتبر به". وقال الذهبي في كاشفه: "صدوق". ووثقه البوصيري، وصحح الحاكم حديثه. والحديث في الإحسان 2/ 163 برقم (977).
وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير- فيما ذكره ابن كثير في التفسير 3/ 461 - من طريق خالد بن خداش.
وأخرجه الواحدي في أسباب النزول ص: (198 - 199)، والحاكم في المستدرك 2/ 336، والبيهقي في دلائل النبوة 1/ 189 - 190 من طريق بحر بن نصر، كلاهما حدثنا ابن وهب، بهذا الإِسناد. وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: "أيوب بن هانئ ضعفه ابن معين".
وأخرج الجزء الأخير منه: ابن ماجة في الجنائز (1571) باب: ما جاء في زيارة القبور، من طريق يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب، به.
وقال البوصيري في "مصباح الزجاجة" 2/ 42: "هذا إسناد حسن، أيوب بن =

الصفحة 73