كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 4)
أنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ قَالَ لاِبْنِ عُمَرَ: اذْهَبْ فَكُنْ قَاضِياً، قَالَ: أوَ تَعفيني يَا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ. قَالَ: اذْهَبْ فَاقْضِ بَيْنَ النَّاسِ، قَالَ: تعفيني يَا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ عَزَمْتُ عَلَيْكَ إِلاَّ ذَهَبْتَ فَقَضَيْتَ. قَالَ: لا تَعْجَلْ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ عَاذَ بِالله، فَقَدْ عَاذَ مُعَاذاً؟ ". قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَإِنِّي أعُوذُ بِاللهِ أنْ أكُونَ قَاضِياً. قَالَ: وَمَا يَمْنَعُكَ وَقَدْ كَانَ أبُوكَ يَقْضِي (¬1)؟. قَالَ: لأنَي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَنْ كَانَ قَاضِياً فَقَضَى بِالجَهْل، كَانَ مِنْ أهْلِ النَّارِ، وَمَنْ كَانَ قَاضِياً فَقَضَى بِالْجَوْر، كَانَ مِنْ أهْلِ الَنَّارِ، وَمَنْ كَانَ قَاضِياً عَالِماً فَقَضَى بِحَقٍ - أوْ بِعَدْلٍ- سَأَلَ التَّفَلُّتَ كَفَافَاً". فَمَا أرْجُو مِنْهُ بَعْدَ ذَا؟ (¬2).
¬__________
= وقال الحافظ ابن حجر في "تلخيص الحبير" 4/ 185 وقد ساق لفظ هذا الحديث: "هذا لفظ ابن حبان، ووقع في روايته (عبد الله بن وهب)، وزعم أنه عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود القرشي، ووهم في ذلك، وإنما هو عبد الله بن مَوْهب ... ". وإلى هذا ذهبنا في مسند الموصلي 10/ 93 وقد صححنا الخطأ في موضعه هناك.
(¬1) في النسخة (س): "قاضياً".
(¬2) إسناده قال الحافظ في "تلخيص الحبير" 4/ 185: "شهد الترمذي، وأبو حاتم في العلل تبعاً للبخاري أنه غير متصل". وقد بينا في مسند الموصلي 10/ 93 - 94 برقم (5727) أنه جيد الإسناد وهناك أطلنا الكلام عليه وشرحنا غريبه. وذكرنا ما يشهد له. =