كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 4)
جَاءَتِ الْجَدَّةُ إلَى أَبِي بَكْرٍ الصديق (92/ 2) تَسْاَلُهُ مِيَراثَهَا فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَابِ الله مِنْ شَيْءٍ، وَمَا عَلِمْتُ لَكِ فِي سُنَّةِ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - شَيْئاً، فَارْجِعِي حَتى أَسْأَل النَّاسَ. فَسَاَلَ النَّاسَ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: حَضَرْتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَعْطَاهَا السُّدُسَ، فَقَالَ: هَلْ مَعَكَ غَيْرُكَ؟ فَقَامَ محمَّد بْنُ مَسْلَمَةَ اْلأنْصَارِيّ فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْمُغِيرَةُ، فَأَنْفَذَ (¬1) لَها أَبُو بَكْرٍ السُّدُسَ. ثُمَّ جَاءَتِ الْجَدَّةُ الأُخْرَى إلى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّاب تَسْاَلُهُ مِيرَاثَها، فَقَالَ: مَا لَكِ فِي كِتَاب الله مِنْ شَيءٍ، وَمَا كَانَ الْقَضَاءُ اَلَّذِي قُضِيَ بِهِ إلاَّ لِغَيْرِكِ، وَمَا أَنَا بِزَائِدٍ فِي الْفَرَائِضِ شَيْئاً، وَلكِنْ هُوَ ذلِكَ السُّدُسُ، فَإنِ اجْتَمَعْتُمَا فِيهِ،- فَهُوَ لَكمَا، وَأَيتُكُمَا خَلَتْ بِهِ، فَهُوَ لَهَا (¬2).
¬__________
(¬1) في (س): "أنقدها". وأنفذ لها السدس: قضى لها به.
(¬2) إسناده ضعيف لانقطاعه، قبيصة بن ذؤيب لم يدرك أبا بكر، وقد فصلنا ذلك في مسند الموصلي 1/ 110 - 111 وهناك استوفينا تخريجه.
وقال الحافظ في "تلخيص الحبير" 3/ 82: "وإسناده صحيح لثقة رجاله، إلا أن صورته مرسل، فإن قبيصة لا يصح له سماع من الصديق، ولا يمكن شهوة للقصة. قاله ابن عبد البر بمعناه، وقد اختلف في مولده، والصحيح أنه ولد عام الفتح فيبعد شهوة القصة، وقد أعله عبد الحق تبعاً لابن حزم بالانقطاع.
وقال الدارقطني في (العلل) بعد أن ذكر الاختلاف فيه عن الأزهري: يشبه أن يكون الصواب قول مالك، ومن تابعه". والحديث في الإحسان 7/ 609 برقم (5999)، وانظر جامع الأصول 9/ 608، ونيل الأوطار 6/ 175 - 176. ويداية المجتهد 2/ 382 - 384.