كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 5)
وَقَالَ الَّذين اسْتَوْلَوْا عَلَى الْعَسْكَرِ وَالنَّهْبِ: وَاللهِ مَا أنْتُمْ بِأَحَقَّ بِهِ مِنَّا، هُوَ لَنَا. فَأنْزَلَ اللهُ تَعَالَى {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} الآية، فَقَسمَهَا رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَهُمْ. وَكَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يُنَفَّلُهُمْ إِذَا خَرَجُوا بَادِئِينَ الرُّبُعَ، وُينَفَّلُهُمْ إِذَا قَفَلُوا الثُّلُثَ. وَقَالَ: أخَذَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَوْمَ حُنَيْنٍ وَبْرَةً مِنْ جَنْب بَعِيرٍ ثُمَّ قَالَ: "يَا أيُّها النَّاسُ، إنَّه لا يَحِلُّ لي مِمَّا أفَاءَ اللهُ عَلَيْكُمْ إِلاَّ الْخُمُسُ، وَالْخُمُسُ مَرْدُودٌ عَلَيْكمْ، فَأدُّوا الْخَيْطَ وَالْمَخِيطَ، وإيَّاكُمْ وَالغُلُولَ فَإِنهُ عَارٌ عَلَى أهْلِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ الله، فَإِنّهُ بَابٌ مِنْ أبْوَابِ الْجَنّةِ يُذْهِبُ الله بِهِ الْهَمَّ وَالْغَمَّ". قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- يَكْرَهُ الأنْفَالَ (130/ 2) وَيقُولُ: "لِيَرُدَّ قَوِي الْمُؤْمنِينَ عَلَى ضَعِيفِهِمْ" (¬1).
¬__________
(¬1) شيخ ابن حبان ما ظفرت له بترجمة، والحديث في الإحسان 7/ 172 برقم (4835).
وأخرجه- مقتصراً على الفقرة الأولى- الحاكم 2/ 135 - 136 - ومن طريقه أخرجه البيهقي في قسم الفيء 6/ 292 باب: بيان مصرف الغنيمة في ابتداء الإسلام، وأنها كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم-يضعها فيمن يراه ممن شهد الوقعة وممن لم يشهدها- من طريق دعلج بن أحمد السجستاني، حدثنا عبد العزيز بن معاوية البصري، حدثنا محمد بن جهضم، بهذا الإسناد.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي.
وهذا إسناد حسن، سليمان بن موسى الأشدق فصلنا القول فيه عند الحديث =