كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 5)
لِمْسَلِمٍ أنْ يَشْهَرَ فِيهِ سِلاحاً، وَإنَّه لا يُخْتَلَى (¬1) خَلاهُ، وَلا يُعْضَدُ (¬2) شَجَرُهُ، وَلا يُنَفَّرُ صَيْدهُ". فَقَالَ رَجُل: يَا رسول الله، إِلاَّ الإذْخِرَ فَإنَّهُ لِبُيُوتِنَا وَقُبُورِنَا. فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "إلاَّ الإذْخِرَ، وَإِنَّ أعْتَى (¬3) النَّاسِ عَلَى الله ثَلاَثة: مَنْ قَتَلَ فِي حَرَمِ اللهِ، أوْ قَتَلَ غَيْرَ قَاتِلِهِ، أوْ قَتَلَ بِذَحْلِ (¬4) الجاهلية". فَقَامَ رَجُل فَقَالَ: يَا رسول الله، إِنِّي وَقَعْتُ عَلَى جَارِيَةِ بَنِي فُلانٍ، وَإنَّهَا وَلَدَتْ لِي، فَأْمُرْ بِوَلَدِي فَلْيُرَدَّ إِلَيَّ. فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:"لَيْسَ بوَلَدِكَ، لا يَجُوزُ هذَا فِي الإسْلام، وَالْمُدَّعَى عَلَيْهِ أوْلَى بِالْيَمِينِ إلا أَنْ تَقُومَ بِيِّنَة، الْوَلَدُ لِلْفِرَاشِ، وَبِفي العَاهِرِ الأثْلَبُ".
¬__________
(¬1) الخلا- مقصور-: النبات الرطب الرقيق ما دام رطباً. واختلاؤه: قطعه. وأخلت الأرض: كثر خلاها، فإذا يبس، ففو حشيش،
(¬2) عَضَد- بابه: ضرب- عَضْداً: قطع.
(¬3) عتا- بابه: سما- عُتِيّاً، فهو عات. والعاتي: المتجاوز للحد في الاستكبار، والجبار أيضاً. وقيل: هو المبالغ في ركوب المعاصي، المتمرد الذي لا يقع منه الوعظ والتنبيه موقعاً حسناً.
قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 4/ 225: "العين، والتاء، والحرف المعتل أصل صحيح يدل على استكبار.
قال الخليل وغيره: "عتا، يعتو، عُتُواً: استكبر. قال الله تعالى: {وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا}، وكذلك يعتو، عِتِياً، فهو عاتٍ. والملك الجبار: عاتٍ ... ".
(¬4) الَذَّحْل -بفتح الذال المعجمة، وسكون الحاء المهملة-: الحقد والعداوة. يقال: طلب بذحله، أي: بثأره، والجمع ذُحُول.
الصفحة 329