كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 5)

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَتْ قُرَيْشٌ قُطَّانَ (¬1) الْبَيْتِ، وَكَانُوا يُفِيضُونَ مِنْ مِنًى، وَكَانَ النَّاسُ يُفِيضُونَ مِنْ عَرَفَات، فَأنْزَلَ الله تَعَالَى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} (¬2) [البقرة: 199].
¬__________
(¬1) قطان واحدها قاطن وهو المقيم بالمكان. قال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 5/ 104: "القاف، والطاء، والنون أصل صحيح يدل على استقرار بمكان وسكون.
يقال: قطن بالمكان: أقام فيه ... ومن الباب: قطين الملك، يقال: هم تباعه، وذلك أنهم يسكنون حيث يسكن ... ".
(¬2) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 6/ 63 برقم (3845).
وهو عند الطيالسي 2/ 13 - 14 برقم (1931). ونسب سفيان فقال:"الثوري".
وأخرجه ابن ماجة في المناسك (3018) باب: الدفع من عرفه، والبيهقي في الحج 5/ 113 باب: الوقوف بعرفة، من طريق عبد الرزاق، أنبأنا الثوري، به.
وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". ونسبه السيوطي في "الدر المنثور 2/ 227 إلى ابن ماجة، والبيهقي.
وأخرجه الترمذي في الحج (884) باب: ما جاء في الوقوف بعرفات والدعاء بها، والطبري في التفسير 2/ 291 من طريق محمد بن عبد الأعلى، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا هشام، به. ولفظه: عن عائشة قالت: كانت قريش ومن كان على دينها، وهم الحمس، يقفون بالمزدلفة، يقولون: نحن قطين الله. وكان من سواهم يقفون بعرفة، فأنزل الله تعالى: (ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ) ... ". وهذه سياقة الترمذي.
وقال أبو عيسى: "هذا حديث حسن صحيح".
وقال: "ومعنى هذا الحديث أن أهل مكة كانوا لا يخرجون من الحرم، وعرفة خارجٌ من الحرم، وأهل مكة يقفون بالمزدلفة ويقولون: نحن قطين الله، يعني: سكان الله، ومَنْ سوى أهل مكة كانوا يقفون بعرفات، فأنزل الله تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ}. والحمس: هم أهل الحرم".
وأخرجه البخاري في التفسير (4520) باب: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس، ومسلم في الحج (1219) باب: في الوقوف وقوله تعالى: (أفيضوا من حيث أفاض الناس)، وأبو داود في المناسك (1910) باب: الوقوف بعرفة، والنسائي في الحج =

الصفحة 386