كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 5)

قَالَ: "هَلْ غاب ذلِكَ مِنْكَ فِيهَا كَمَا يَغِيبُ الْمِرْوَدُ فِي الْمُكْحُلَةِ، وَالرشَاءُ فِي الْبِئْرِ؟ ". فَقَالَ: نَعَمْ. فَقَالَ: "هَلْ تَدْرِيَ ما الزِّنَا؟ ". قَالَ: نَعَمْ، أَتَيْتُ مِنْهَا حَرَاماً كَمَا يَأْتي الرَّجلُ مِنَ امْرَأَتِهِ حَلالاً. قَالَ:" فَمَا تُرِيدُ بِهذَا الْقَوْلِ؟ ". قَالَ: أُرِيدُ أَنْ تطهرنى. فَأَمَرَ بِهِ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-أَنْ يُرْجَمَ فَرُجِمَ، فَسَمعَ رَجُلَيْنِ مِنَ الأنْصَارِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْظُرْ إلَى هذَا الّذِي سَتَرَ اللهُ عَلَيْهِ، "فَلَمْ يَدَعْ نَفْسَهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ. قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- عَنْهُمَا، ثُمَّ سَارَ سَاعَةً فَمَر بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائلٍ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ: "أَيْنَ فُلانٌ وَفُلانٌ؟ " فَقَالا: نَحْنُ ذَا يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ لَهُمَا: كُلاَ مِنْ جِيفَةِ هذَا الْحِمَارِ". فَقَالا: يَارسول الله، غَفَرَ الله لَكَ، مَنْ يَأْكُلُ مِنْ هذَا؟ فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-:" مَا نِلْتُمَا مِنْ عِرْضِ هذَا الرَّجُلِ آنِفاً أشدُّ مِنْ أَكْلِ هذِهِ الْجِيفَةِ. فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إنَّهُ اْلآنَ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ" (¬1).
¬__________
(¬1) اسناده جيد، وهو في الإحسان 6/ 290 - 291 برقم (4383).
وهو في مصنف عبد الرزاق 7/ 322 برقم (13340). وقد استوفينا تخريجه في مسند أبى يعلى 10/ 524 - 525 برقم (6140). وانظر جامع الأصول 3/ 521، وفتح الباري 12/ 121 - 127، ونصب الراية 3/ 308 - 309، ونيل الأوطار 7/ 265 - 267 وفي الباب عن ابن عباس برقم (2580)، وعن أبي برزة برقم (7431)، وعن جابر بن سمرة برقم (7446) جميعها في مسند الموصلي.

الصفحة 69