كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 5)

14 - باب فيمن ارتد عن الإِسلام
1521 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني، حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت حميداً قال: سَمِعْتُ أَنَساً قَالَ: كَانَ رَجُلٌ (¬1) يَكْتُبُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وَكَانَ قَدْ قَرَأَ (الْبَقَرَةَ) وَ (آلَ عِمْرَانَ) - وَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا قَرَأَ (الْبَقَرَةَ) وَ (آلَ عِمْرَانَ) عُدَّ فِينَا ذَا شَأْنٍ (¬2) - وَكَانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُمْلِي عَلَيْهِ (غفوراً رَحِيماً) فَيَكْتُبُ (عَفُواً غَفُوراً)، فَيَقُولُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اكْتُبْ"، وَيُمْلي عَلَيْهِ (عَلِيماً حَكِيماً) فَيَكْتُبُ (سَمِيعاً بَصِيراً)، فَيَقُولُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "اكْتُبْ أيَّهُمَا شِئْتَ". فَارْتَدَّ، فَلَحِقَ بِالْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِمُحَمَّدٍ (¬3)، إنْ. كُنْتُ لأكْتُبُ مَا شِئْتُ. فَمَاتَ، فَبَلَغَ ذلِكَ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: "إنَّ اْلأرْضَ لَنْ تَقْبَلَهُ". قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: فَأَتَيْتُ تِلْكَ اْلأَرْضَ الَّتِي مَاتَ فِيهَا، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ الَّذِي قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- كَمَا قَالَ، فَوَجَدْتُهُ مَنْبُوذاً، فَقُلْتُ: مَا شَاْنُ هذَا؟. فَقَالُوا: دَفَنَّاهُ، فَلَمْ تَقْبَلْهُ اْلأرْضُ (¬4).
¬__________
(¬1) عند البخاري: "كان رجل نصرانياً فأسلم، وقرأ البقرة، وآل عمران، فكان يكتب للنبي-صلى الله عليه وسلم-فعاد نصرانياً". وعند مسلم: "كان منا رجل من بنى النجار قد قرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب لرسول الله- صلى الله عليه وسلم-فانطلق هارباً حتى لحق بأهل الكتاب".
(¬2) في الأصلين "ذو شأن" والصواب ما أثبتناه. وعند أحمد "جَدَّ فينا، يعني: عظم"، وفي الرواية الثانية: "يعد فينا عظيماً" وليست هذه الفقرة والتي بعدها في الصحيحين.
(¬3) عند البخاري:"ما يدري محمد إلا ما كتبت له".
(¬4) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 2/ 62 برقم (741). =

الصفحة 76