كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 6)
2071 - أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن الأعمش، عن مجاهد.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنِ اسْتَعَاذَكُمْ بِالله فَأعِيذُوهُ، وَمَنْ سَألَكمْ بِاللهِ فَأعْطُوهُ، وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأجِيبُوة، وَمَنْ صَنَعَ
¬__________
= وأخرجه البخاري في "الأدب المفرد" 1/ 303 برقم (218) من طريق موسى بن إسماعيل، وأخرجه أبو نعيم في "حلية الأولياء" 8/ 389 من طريق ... يحيى بن سعيد، وأخرجه أيضاً أبو نعيم 9/ 22 من طريق ... عبد الرحمن بن مهدي، جميعهم عن الربيع بن مسلم، بهذا الإِسناد. وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح".
وأخرجه أبو نعيم أيضاً 7/ 165 من طريق ... عبادة بن صهيب، عن شعبة، عن محمد بن زياد، به.
وانظر "تحفة الأشراف" 10/ 322 برقم (14368)، وجامع الأصول 2/ 559. وفي الباب عن أبي سعيد الخدري عند أبي يعلى برقم (1122) وهناك استوفينا تخريجه.
نقول: وهذا الحديث حلقة من سلسلة الأحاديث التي توضح أن العلاقات الاجتماعية تستند إلى قاعدة دينية أخلاقية تنميها وتغذيها، لأن الإسلام ينظر إلى مختلف العلاقات بين الفرد من جانب، وبين ربه، ونفسه، والناس أجمعين من جانب آخر، فيحددها، وينظمها، ويوزعها التوزيع العادل لينهض كل إنسان بما كلف به في حدود طاقته واستطاعته {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.
وبذلك تقوى الروابط لأن الرحمة، والرأفة، والإحسان، والشكر عليه ... كل ذلك يجعل أبناء المجتمع إخواناً متحابين، أهلاً لأن يمن الله تعالى عليهم بقوله: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} فهو الذي يفعلٍ ما يعجز عنه غيره {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. وانظر الحديثَ التالي.