كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 6)

كِلْتَاهُمَا عَصَمَنيَ اللهُ مِنْهَما: قُلْتُ: لِفَتًى كَانَ مَعِي مِنْ قُرَيْشٍ بَأعْلَى مَكَّةَ في غَنَمٍ يَرْعَاهَا: ابصرَلي غَنَمِي حَتَّى أسْمُرَ هذِه ِاللَّيْلَةَ بمَكَّةَ كَمَا يَسْمُرُ الْفِتْيَانُ. قَالَ. نَعَمْ. فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا جِئْتُ أَدْنَى دَارٍ مِنْ دُورِ مَكًّةَ، سَمِعْتُ غِنَاءً وَصَوْتَ دُفُوفٍ وَمَزامِيرَ، قُلْتُ: مَا هذَا؟. قَالُوا: فُلانٌ تَزَوَّجَ فُلانَةً، رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ تَزَوَّجَ امْرَأةً مِنْ قُرَيْشٍ، فَلَهَوْتُ بذلِكَ الْغِنَاءِ وَبِذَلِكَ الصَّوْتِ حَتَّى غَلَبَتْني عَيْني فَنِمْتُ، فَمَا أَيْقَظَني إِلاَّ مَسُّ الشَّمْسِ، فَرَجَعْتُ إِلَى صَاحِبِي فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ فَأَخْبَرْتُة ثمَّ فَعَلْتُ لَيْلَةً أُخْرَى مِثْلَ ذلِكَ فَخَرَجْت فَسَمِعْتُ مِثْلَ ذلِكَ، فَقِيلَ لِي مِثْلَ مَا قِيلَ لِي فَسَمِعْتُ كمَا سَمِعْتُ حَتَّى غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَمَا أَيْقَظَنِي إِلاَ مَسُّ الشمس، ثُمَّ رَجَعْت إِلَى صَاحِبِي فَقَالَ لِي: مَا فَعَلْتَ؟. فَقُلْتُ: مَا فَعَلْتُ شَيْئاً". قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "فَوَاللهِ مَا هَمَمْتُ بَعْدَهَا بِسُوءٍ مِما يَعْمَلُهُ أهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ حَتَّى أكْرَمَنِيَ اللهُ بِنُبُوَّتِهِ" (¬1).
¬__________
(¬1) إسناده جيد، محمد بن عبد الله بن قيس ترجمه البخاري في الكبير 1/ 130 ولم يورد فيه جرحاً ولا تعديلاً، وتبعه على ذلك ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" 7/ 303، ووثقه الحافظ ابن حبان 7/ 380، وصحح الحاكم حديثه، ووافقه الذهبي، كما وثقه الهيثمي أيضاً.
والحديث في الإحسان 8/ 56 - 57 برقم (6239).
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (128) من طريق ... إسحاق بن راهويه، حدثنا وهب بن جرير، بهذا الإسناد.
وأخرجه -مختصراً- البزار 3/ 129 برقم (2403)، والبخاري في الكبير 1/ 130 من طريقين: حدثنا بكر بن سليمان، وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (128)، والحاكم 4/ 245 - ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 2/ 33 - 34 - من طريق يونس بن بكير، كلاهما عن محمد بن إسحاق، بهذا الإسناد. =

الصفحة 449