كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 6)

الله -صلى الله عليه وسلم- حِينَ نَظَرْتُ إِلَيْهِ، إلا اثْنَتَيْنِ لَمْ أُخْبَرْهُمَا مِنْهُ: يَسْبِقُ حِلْمُهُ جَهْلَهُ، وَلاَ تَزِيدُهُ شِدَّةُ الْجَهْلِ عَلَيْهِ إِلاَّ حِلْماً، فَقَدِ اخْتَبَرْتُهُمَا، فَأُشْهِدُكَ يَا عُمَرُ انَي قَدْ رَضِيتُ بِاللهِ رَباً، وَبالإِسْلامِ دِيناً، وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نَبياً، وَاشْهِدُكَ أن شَطْرَ مَالِي- وَإِنّي لأكثرها مَالاً- صَدَقَةٌ عَلَى أمةِ مُحَمدٍ -صلى الله عليه وسلم-. فَقَالَ عُمَرُة أوْعَلَى بَعْضِهِمْ، فَإِنَّكَ لا تَسَعُهُمْ كُلَّهُمْ. فَقُلْتُ: أوْ عَلَى بَعْضِهِمْ. فَرَجَعَ عُمَرُ وَزَيْدٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ زَيْد: اشَهْدُ أن لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ، وَأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُوُلهُ. وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ، وَشَهِدَ مَعَهُ مَشَاهِدَ كَثِيرَةً. ثُمّ تَوَفِّي فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ (¬1). رَحِمَ الله زَيْداً (¬2).
¬__________
(¬1) هذه الجملة "ثم توفي في غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر" ليست موجودة في رواية أبي زرعة، وهو الصواب لأنه لم يكن قتال في هذه الغزوة. ويحتمل أن يكون المراد: مقبلاً على المدينة، أي: وهم عائدون من هذه الغزوة، والله أعلم.
(¬2) إسناده حسن، محمد بن المتوكل بن أبي السري فصلنا القول فيه عند الحديث المتقدم برقم (209)، وحمزة بن يوسف بسطنا فيه القول عند الحديث (7496) في مسند الموصلي. والحديث في صحيح ابن حبان برقم (288) بتحقيقنا.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (48) من طريق أحمد بن حمدان وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" 6/ 278 - 280 من طريق أبي عمر بن مطر، كلاهما حدثنا أبو العباس الحسن بن سفيان، بهذا الإسناد.
وأخرجه أبو نعيم في "دلائل النبوة" برقم (48) من طريق محمد بن علي، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، به.
وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي-صلى الله عليه وسلم-وآدابه " ص (81 - 83) من طريق الحسن بن محمد، حدثنا أبو زرعة، وأخرجه الطبراني في الكبير 5/ 222 - 223 برقم (5147)، والحاكم =

الصفحة 461