كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 6)
فَقَالَ: "أبَيْتُمْ، فَوَالله إِنِّي لأنَا (¬1) الْحَاشرُ، ؤأنَا الْعَاقِبُ، وَأَنَا المقفَّى، آمَنْتُمْ أوْ كَذَّبْتُمْ". ثُمّ انْصَرَف وَأنَا مَعَهُ حَتَّى دَنَا أنْ يَخْرُجَ، فَإِذَا رَجُل مِنْ خَلْفِنَا يَقُولُ: كَمَا أنْتَ يَا مُحَمَّد. قَالَ: فَقَالَ ذلِكَ الرَّجُلُ: أَيَّ رَجُلٍ تَعْلَمُوني فِيكُمْ يَا مَعْشَرَ الْيَهود؟. قَالُوا: لا نَعْلَمُ أنَّهُ كَانَ فِينَا رَجُلٌ أَعْلمَ بِكِتَاب اللهِ، وَلا أفْقَهَ مِنْكَ، وَلا مِنْ أبِيكَ مِنْ (¬2) قَبْلِكَ، وَلا مِنْ جَدِّك قَبْلَ أبَيكَ. قَالَ: فَإِنِّي أَشْهَدُ لَهُ بِالله أنَّة نَبِيُّ اللهِ الَّذِي تَجِدونَهُ فِي التَّوْرَاة. قَالُوا: كَذَبْتَ. ثُمَّ رَدُّوا عَلَيْهِ شَراً. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "كَذَبْتُمْ، لَنْ يُقْبَلَ قَوْلكُمْ، أمَّا آنِفاً فَتُثْنُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْخَيْرِ مَا أثْنَيْتُمْ، وَأمَّا إِذْ آمَنَ كَذَّبْتُمُوهُ وَقُلْتُمْ فِيهِ مَا قُلْتُمْ، فَلَنْ يُقْبَلَ". قَالَ (¬3): فَخَرجْنَا وَنَحْنُ ثلاثة: رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، وَأنَا، وَعَبْدُ اللهِ ابْنُ سَلامٍ. فَأنْزَلَ الله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ} (167/ 2) (¬4) الآية [الأحقاف:10].
¬__________
(¬1) في (س): "أنا".
(¬2) لفظه "من" غير موجودة في (س).
(¬3) كلمة "قال" ساقطة من (س).
(¬4) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 9/ 146 - 147 برقم (7118) وأخرجه أحمد 6/ 25 من طريق أبي المغيرة (عبد القدوس بن الحجاج الخولاني)، بهذا الإسناد.
وأخرجه الطبري في التفسير 26/ 11 - 12 من طريق أبي شرحبيل الحمصي، =
الصفحة 464
464