كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 7)
وَقَالُوا: حَرَمْتَنَا الْغَنِيمَةَ بَعْدَ أنْ رُدَّتْ بِأيْدِينَا، فَلَمَّا قَدِمْنَا عَلَى رَسُولِ الله-صلى الله عليه وسلم-أخْبَرُوهُ بِمَا صَنَعْتُ، فَدَعَانِي، فَحَسَّنَ لِي مَا صَنَعْت وَقَالَ: "أمَا إِنَّ الله قَدْ كَتَبَ لَكَ بِكُل إِنْسَانٍ مِنْهُمْ كَذا وَكَذَا".
قَالَ عَبْد الرَّحْمنِ بْنُ أبِي لَيْلَى: فَأنَا نَسِيتُ الثَّوَابَ. ثُم قَالَ لِي: "سَأَكْتُبُ لَكَ كِتَاباً أُوصِي بِكَ مَنْ يَكُونُ بَعْدِي مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ"، قَالَ: وَكَتَبَ لِي كِتَاباً وَخَتَمَ عَلَيْهِ وَدَفَعَهُ إِلَيَّ، وَقَالَ: "إذَا صَلَّيْتَ الْمَغْرِبَ، فَقُلْ قَبْلَ أنْ تُكَلِّمَ أَحَداً: اللَّهُمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ- سَبْعَ مَرَّاتٍ - فَإنَّكَ إنْ مِتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ تِلْكَ، كَتَبَ اللهُ لَكَ جَوَازاً مِنَ النَّارِ، وَإذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَقُلْ قَبْلَ أنْ تُكَلِّمَ أحَداً: اللهم أَجِرْنِي (191/ 2) مِنَ النَّارِ- سَبْعَ مَرَّاتٍ - فَإنَّكَ إنْ مِتَّ مِنْ يَوْمِكَ ذلِكَ كَتَبَ اللهُ لَكَ جَوَازاً مِنَ النَّارِ". فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم- أَتَيْتُ أبَا بَكْرٍ بالْكِتَاب فَفَضَّهُ وَقَرأهُ وَأَمَرَ لِي [بعَطَاءٍ] (¬1)، وَخَتَمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ عُمَرَ وَأَمَرَ لِيَ بِعَطَاءٍ، وَخَتَمَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَتَيْتُ عُثْمَانَ فَفَعَلَ مِثْلَ ذلِكَ.
قَالَ مُسْلِمُ بْنُ الْحَارِثِ: تُوُفِّي الْحَارِثُ بْن مُسْلِم فِي خِلافَةِ عُثْمَانَ، وَتَرَكَ الْكِتَابَ عِنْدَنَا، فَلَمْ يَزَلْ عِنْدَنَا حَتى كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزيزِ إِلَى الْوَالِي بِبَلَدِنَا يَأْمُرُهُ بِإشْخَاصِي (¬2) إِلَيْهِ وَالْكِتَابَ، فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ، فَفَضَّهُ وَأمَرَ لِي بِعَطَاءٍ وَخَتَمَ عَلَيْهِ وَقَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ شِئْت أَنْ يَأْتِيَكَ ذلِكَ
¬__________
(¬1) ما بين حاصرتين ساقط من الأصلين، واستدركناه من الإحسان.
(¬2) يقال: أشخص فلاناً من بلده، إذا أخرجه، وأشخص فلاناً إليه، إذا بعث به.
الصفحة 363