كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 8)

2390 - أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل، حدثنا أبو كريب، حدثنا محمد بن بشر العبدي، عن يونس (195/ 2) بن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ عَشْرَ خَطِيئَاتٍ" (¬1).
¬__________
= وجامع الأصول 4/ 405 - 406، والترغيب والترهيب 2/ 500 برقم (18)، وفتح الباري11/ 167، وجلاء الأفهام ص: (58 - 59).
وقال ابن العربي في "عارضة الأحوذي" 2/ 272 - 273: "كان أصحابه إذا كلموه، أو نادوه: يا رَسُول الله، لا يقول أحد منهم: صلى الله عليك، وصار الناس اليوم لا يذكرونه إلا قالوا: صلى الله عليه وسلم.
والسر فيه: أن أولئك كانت صلاتُهُمْ عليه ومحبتُهُمْ اتباعَهُمْ له وَعَدَمَ مخالفته.
ولما لم يتبعه اليوم أحد من الناس وخالفه جميعهم في الأقوال والأفعال، خدعهم الشيطان بأن يصلوا عليه في كل ذكر، وأن يكتبوه في كل كتاب ورسالة. ولو أنهم يتبعونه ويقتدون به، ولا يصلون عليه في ذكر، ولا في رسالة- تحرفت فيه إلى: ريالة- إلا حال الصلاة، لكانوا على سيرة السلف.
مسأله: الذي اعتقده- والله أعلم- أن قوله: (من صلَّى عليَّ صلاة، صلى الله عليه عشراً) - انظر الحديث التالي- ليست لمن قال: كان رَسُول الله-صلى الله عليه وسلم-وإنما هي لمن صلَّى عليه كما علم بما نصصناه عنه، والله أعلم".
نقول: وما ذهب إليه هذا الإمام هو الذي نعتقد أنه الوجه، والله أعلم. وانظر أيضاً
فيض القدير للمناوي 2/ 441 - 442 ففيه ما يفيد. وفتح الباري 11/ 166.
(¬1) شيخ ابن حبان ما وجدت له ترجمة فيما لدي من مصادر، وباقي رجاله ثقات.
والحديث في الإحسان 2/ 130 برقم (901). وعنده: "من صلى علي صلاة واحدة" وليس عندنا لفظ "صلاة".
وأخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة" برقم (62، 362، 363، 364) من طريق يحيى بن آدم، ومحمد بن يوسف، وحجاج، وأبي نعيم الفضل بن دكين، =

الصفحة 23