كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 8)
عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: تَحَدَّثْنَا عِنْدَ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى أَكْرَيْنَا الحديث، ثُمَّ رَجَعْنَا إِلَى مَنَازِلِنَا، فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا عَلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "عُرِضَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ الأَنْبِيَاءُ بأُمَمِهَا، فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمرُّ، وَمَعَهُ الثَّلاَثَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، وَجَعَلَ النَّبِيُّ يَمُرُّ، وَمَعَة الْعِصَابَةُ مِنْ أُمَّتِهِ، حَتَّى مَرَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كُبْكُبَةٍ، فَلَمَّا رَأيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي قُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هؤُلاءِ؟. قَالَ: أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ. وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ. قُلْتُ: يَارَبِّ، فَأيْنَ أُمَّتِي؟ قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَمِينِكَ. فَنَظَرْت فَإِذَا الطِّرَابُ (¬1) ظِرَابُ مَكَّةَ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ. فَقُلْتُ: يَا رَبِّ، مَنْ هؤُلاء؟ قَالَ: هؤُلاءِ أُمَّتُكَ، أَرَضِيتَ؟. فَقُلْتُ: يَا رَبّ قَدْ رَضِيتُ. قَالَ: انْظُرْ عَنْ يَسَارِكَ. فَنَظَرْتُ فَإِذَا الأفُقُ قَدْ سُدَّ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ. فَقُلْتُ: يَا رَبّ، مَنْ هؤُلاءِ؟. قالَ: هؤُلاءِ أُمَّتُكَ، أَرَضِيتَ؟. قُلْتُ: رَضِيتُ. قَالَ إِن مَعَ هؤُلاءِ سَبْعِينَ أَلْفاً بِلا حِسَاب". قَالَ: فَأَنْشَاَ عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَحَدُ بَنِي أَسَدِ بْن خُزَيْمَةَ، فَقَالَ (¬2): يَا رَسُول الله، ادْعُ الله أن يَجْعَلَنِي مِنْهُبْم. قَالَ: "فَإِنَّكَ مِنْهُمْ". قَالَ: ثُم أنْشَأ آخَرُ فَقَالَ: يَا رَسُول الله، ادْعُ الله أن يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ. قَالَ: "سَبَقَكَ بِهَا عُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ" (¬3).
¬__________
(¬1) الظراب: الجبال الصِّغار. واحدها ظرب بوزن كَتِف، ويجمع في القلة على أظرب.
(¬2) في أصل (م): "فقلت" وفوقها إشارة نحو الهامش حيث كتب "لعله فقال".
(¬3) إسناده ضعيف لانقطاعه، فقد بينا عند الحديث المتقدم برقم (1270) أن الحسن لم يسمع من عمران بن حصين، والحديث في الإحسان 9/ 220 برقم (7302)، وقد تحرفت فيه "قد سد" إلى "قد اسود" في مكان واحد. =
الصفحة 374