كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 8)

والسَّبْعَةُ، فَدَنَتْ عُقْبَةُ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاضِحٍ لَهُ، فَأَنَاخَهُ فَرَكِبَهُ، ثُمَّ بَعَثَهُ فَتَلَدَّنَ (¬1) عَلَيْه بَعْضَ التَّلَدُّنِ فَقَالَ: شَأْ (¬2)، لَعَنَكَ اللهُ، فَقَالَ النبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- "مَنْ هذَا اللاَّعِنُ بَعِيرَهُ؟ ". فَقَالَ: أنَا يَا رَسُول الله. فَقَالَ: "انْزِلْ عَنْهُ، فَلا يَصْحَبْنَا مَلْعُونٌ، لا تَدْعُوا عَلَى أنْفُسِكُمْ، وَلا عَلَى أوْلادِكُمْ، وَلا تَدْعُوا عَلَى أمْوَالِكُمْ، لا تُوَافِقُوا مِنَ الإِجَابَةِ السَّاعَةَ فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ" (¬3).
¬__________
= وقال: "الناضح: هو البعير الذي يستقى عليه، وأما العقبة- بضم العين- فهي ركوب هذا نوبة، وهذا نوبة. قال صاحب العين: هي ركوب مقدار فرسخين".
(¬1) تَلَدَّن: تلكأ وتوقف.
(¬2) قال النووي في "شرح مسلم" 5/ 855: "هو بشين معجمة، بعدها همزة، هكذا هو في نسخ بلادنا، وذكر القاضي -رحمه الله تعالى- أن الرواة اختلفوا فيه، فرواه بعضهم بالشين المعجمة كما ذكرناه، وبعضهم بالمهملة.
قالوا: وكلاهما كلمة زجر للبعير، يقال منهما: شاشات بالبعير- بالمعجمة والمهملة- إذا زجرته وقلت له: شأ.
قال الجوهري: وشأشأت بالحمار- بالهمز- أي: دعوته وقلت له: تُشُؤْ تُشُؤْ - بضم التاء والشين المعجمة وبعدها همزة"، وانظر شرح مسلم للأبي 7/ 312. والنهاية لابن الأثير.
(¬3) إسناده صحيح، وهو في الإحسان 7/ 498 برقم (5712) وقد سقطت منه "ولا على أولادكم". وفيه "ألا توافقوا من الساعة فيستجيب لكم".
وهو جزء من حديث جابر الطويل، وقصة أبى اليسر التي أخرجها مسلم في الزهد (3009) باب: حديث جابر الطويل وقصة أبي اليسر، من طريق هارون بن معروف، ومحمد بن عباد قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، بهذا الإسناد. وهو في "تحفة الأشراف" 2/ 208 برقم (2357)، وانظر جامع الأصول 11/ 387.
وأخرجه أبو داود- مختصراً- في الصلاة (1532) باب: النهي أن يدعو الإنسان على أهله وماله، من طريق هشام بن عمار، ويحيى بن الفضل، وسليمان بن =

الصفحة 53