كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 8)
سعيد، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن علي بن ربيعة، قال: شَهِدْتُ عَلِياً أُتِي بِدَابَّةٍ لِيَرْكَبَهَا، فَلَمَّا وَضَعَ رِجْلَهُ فِي الرِّكَابِ، قَالَ: بِسْمِ الله، فَلَمَّا اسْتَوَى عَلَى ظَهْرِهِ، قَالَ: الْحَمْدُ لله (¬1)، ثُمَّ قَالَ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} [الزخرف: 13 - 14]. ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ الله- ثَلاثاً-، الله أكْبَرُ- ثَلاثاً-. سُبْحَانَكَ إنَّي ظَلَمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ. ثُمَّ ضَحِكَ". فَقُلْتُ: مِنْ أَيِّ شَيءٍ ضَحِكْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ؟. قَالَ: رَأيْتُ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- صَنَعَ كَمَا صَنَعْتُ ثُمَّ ضَحِكَ، فَقُلْتُ: مِنْ أيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتَ يَا رَسُول اللهِ؟. قَالَ: "إنَّ رَبَّكَ لَيَعْجَبُ (194/ 2) مِنْ عَبْدِهِ إذَا قَالَ اغفِرْ لِي ذُنوبِي، قَالَ: عَلِمَ عَبْدِي أنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ غيرى، (¬2).
¬__________
= والحديث في الإحسان 4/ 167 برقم (2686). ولتمام تخريجه انظر الحديث التالي.
وقوله: مقرنين، أي: مُطيقين. يقال: أقرن الشيء إذا أطاقه. قال ابن هرمة: وَأَقْرَنْتُ مَا حَملْتِنِي وَلَقَلَّمَا ... يُطَاقُ احْتِمَالُ الصَّدِّ يَا دَعْدُ، وَالْهَجْرِ!
وانظر "مقاييس اللغة" 5/ 76 - 77، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة ص (393).
(¬1) في الإحسان زيادة "ثلاثاً". وهي غير موجودة عند أبي داود، والترمذي ...
(¬2) إسناده صحيح، وانظر الحديث السابق. وهو في الإحسان 4/ 167 برقم (2687). وأخرجه الترمذي في الدعوات (3443) باب: ما جاء ما يقول إذا ركب دابة،
والنسائي في السير- ذكره المزي في "تحفة الأشراف" 7/ 436 برقم (10248) - من طريق قتيبة بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: "هذا حديث صحيح ".
وأخرجه الطيالسي 1/ 122 برقم (574) من طريق سلام أبي الأحوص، به. =
الصفحة 6
380