كتاب موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ت حسين أسد (اسم الجزء: 8)

2418 - أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيداء، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا سويد بن عبد العزيز، حدثنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم قال:
خَرَجْتُ مَعَ شداد بْنِ أوْسٍ، فَنَزَلْنَا مَرْجَ (¬1) الصُّفَرِ فَقَالَ: ائتونى بالسُّفْرَةِ (¬2)، نَعبَث بِهَا. فَكَانَ الْقَوْمُ يَحْفَظُونَهَا مِنْهُ (¬3)، فَقَالَ: يَا بَنِي أخِي لا تَحْفَظُوهَا عَنَّي، وَلكِنِ احْفَظُوا مِنِّي مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِذَا اكْتَنَزَ النَّاسُ الدَّنَانِيرَ وَالدَّرَاهِمَ، فَاكْتَنِزْ هؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْألُكَ الثَّبَاتَ فِي الأمْرِ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ،
¬__________
= وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه". ووافقه الذهبي. نقول: حي بن عبد الله المعافري ليس من رجال مسلم، والله أعلم.
وانظر "تحفة الأشراف" 6/ 354 برقم (8866)، وجامع الأصول 4/ 359.
(¬1) في الأصلين، وفي الأحسان "منزل الصفر". والتصويب من مصادر التخريج. ومرج الصفر: مكان في الغوطة بين دمشق والجولان، حيث كانت الوقعة المشهورة التي استشهد بها خالد بن سعيد بن العاصي الذي قال:
هَلْ فَارِسٌ كَرِهَ النِّزَالَ يُعِيرُنِي ... رُمْحاً إِذَا نَزَلُوا بِمَرْجِ الصُّفَّرِ؟
وانظر معجم البلدان 3/ 413، و 5/ 101، ومعجم مَا استعجم للبكري
1/ 477 - 478. وتاريخ الطبري 3/ 404 - 406.
(¬2) السفرة: طعام يتخذه المسافر، وأكثر ما يحمل في جلد مستدير، فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة راوية، فالسفرة في طعام السفر، كاللُّهْنَةِ للطعام الذي يؤكل بكرة.
وقال ابن فارس في "مقاييس اللغة" 3/ 82: "السين، والفاء، والراء أصل واحد يدل على الانكشاف والجلاء ... ". وانظر بقية كلامه هناك.
(¬3) في الأصلين: "فكان يحفظوها منه". والتصويب من الإحسان.

الصفحة 61