كتاب نثار الأزهار في الليل والنهار

العرب والمريخ وزحل عربيان قال الكميت يصف ثوراً وحشياً:
كأنه كوكب المريخ أو زحل
وقد جاء في شعر العرب أيضاً الزهرة وعطارد والمشتري وكلها عربية ودرأ الكوكب دروءاً شديداً وهو كوكب دريء من ذلك وقال أبو زيد جاء السيل درأ إذا جاءك من حيث لا تعلم ولم يصبك مطر. وقال ابن الأعرابي: الدريء الكوكب يدرأ من الشرق إلى الغرب وهو مضيء. وذر الشمس معجمة طلوعها وإشراقها وهو أن يستدير ويخلص ضوؤها ويقال غابت الشمس وغيرها من الدراري تغيب غيوباً وغيبوبة وكذلك آيت تؤوب إياباً وغارت تغور غؤوراً وغياراً ووقبت ووجبت ووجبت وأفل الكوكب وغيره يأفل أفولاً وانغمس واغتمس وانقمس بالقاف أيضاً واقتحم وسقط وخفق كل ذلك إذا غاب ويقال أخفق النجم إذا تهيأ للسقوط ولما يسقط وخفق إذا غاب كما يقال خفق الطائر ووجبت وأفل الكوكب وغيره يأفل أفولاً وانغمس واغتمس وانقمس بالقاف أيضاً واقتحم وسقط وخفق كل ذلك إذا غاب ويقال أخفق النجم إذا تهيأ للسقوط ولما يسقط وخفق إذا غاب كما يقال خفق الطائر ذا طار فمر وأخفق إذا ضرب بجناحه ليطير ولما يطر قال الراجز:
كأنها أخفاق طير لم يطر
ويقال خوت النجوم تخوية وانصبت انصاباً وهوت هوياً يأكل ذلك إذا انحدرت للمغيب.
(ذكر اشتقاق الكواكب والنجوم والدراري السبعة السيارة في لغة العرب)
(النجم) اشتقاقه من النجوم وهو الظهور ومنه نجم النبت إذا ظهر وعلا على الأرض (زحل) من التزحل وهو بطء الحركة لأنه أبطأ الدراري سيراً في قطع الفلك (المشتري) من الشراء وهو الوضوح والظهور لضياء لونه وصفائه ومنه الشراء في الحدقة وهو تقلص الجفن الأعلى عن الأسفل وانفتاح الحدقة (المريخ) من المرخ وهو اللين والاسترخاء ومنه تمريخ الجسد تليينه بالدهن لأن لونه فيه اضطراب ولين وفي رأي العين (الشمس) من الشماس وهو الامتناع ومنه شماس الدابة

الصفحة 183