كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 1)

السكنَ هنا: أَيْ مَحَلاًّ تسكنونَ فيه مُلَائِمًا لِلسُّكْنَى؛ لأَنَّ الليلَ ظرفٌ مناسبٌ للسُّكْنَى.
وعلى هذا: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} جَعَلَهُ سَاجِيًا مظلمًا مُنَاسِبًا لِلسُّكْنَى، كما قال: {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} [الضحى: آية ٢] أي: إذا صَارَ سَاجِيًا مُظْلِمًا، صَالِحًا لِلسُّكْنَى، ملائمًا للهدوءِ وعدمِ الحركةِ.
وقال بعضُ العلماءِ (¬١): السكنُ في لغةِ العربِ: هو كُلُّ ما ترتاحُ إليه وتحبُّه فتسكنُ إليه؛ وَلِذَا قيل لامرأةِ الرجلِ: (سَكَنُهُ) لأنه يَأْوِي إليها، وَكُلُّ شيءٍ أَوَيْتَ إليه وَارْتَحْتَ إليه فهو سَكَنٌ لَكَ. والمعنَى: شيءٌ يستريحونَ إليه، وَيَأْوُونَ إليه، لمناسبتِه للراحةِ والهدوءِ. وهذا معنَى قولِه: {وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا} {وجاعِلُ الليل سكنًا}.
{وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا} الحُسْبَانُ هنا: هو من (الحِسَابِ) على أشهرِ التفسيراتِ.

قال بعضُ العلماءِ (¬٢): هو جَمْعُ حِسَابٍ، كشهابٍ وَشُهْبَانٍ، وحِسَاب وحُسْبَان.
وقال بعضُ العلماءِ (¬٣): هو مصدرُ (حَسَب) بفتحِ السينِ،
---------------
(¬١) انظر: البحر المحيط (٤/ ١٨٦).
(¬٢) انظر: ابن جرير (١١/ ٥٥٩)، القرطبي (٧/ ٤٥)، البحر المحيط (٤/ ١٨٦)، الدر المصون (٥/ ٦٤).
(¬٣) انظر: ابن جرير (١١/ ٥٥٩)، القرطبي (٧/ ٤٥)، البحر المحيط (٤/ ١٨٦)، الدر المصون (٥/ ٦٤).

الصفحة 542