كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 1)

للأَسْوَدِ وَالأَحْمَرِ، وكقولِه: {إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ} [يس: آية ١١] وهو مُنْذِرٌ للأَسْوَدِ وَالأَحْمَرِ، {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} [النازعات: آية ٤٥] ونحو ذلك.
وقد بَينَّا فِيمَا مَضَى (¬١) أن (الآياتِ) جمعُ (آيةٍ)، وأنها عندَ الْمُحَقِّقِينَ من علماءِ العربيةِ، أصلُها: (أَيَيَة) على وزنِ (فَعَلَة). وَقَعَ الإعلالُ بموجبِه الأولِ، فَأُبْدِلَتِ الياءُ الأُولَى أَلِفًا، فقالوا: (آية).

إطلاقين، أَمَّا الإِطْلَاقَانِ في لغةِ العربِ فأشهرُهما: أن العربَ تُطْلِقُ (الآيةَ) على (العلامةِ)، تقولُ: «آيةُ كَذَا»، أي: علامتُه. ومنه قولُه تعالى: {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ} [البقرة: آية ٢٤٨] أي: علامةُ أَنَّ اللَّهَ مَلَّكَ طالوتَ عليكم: أن يأتيكَم التابوتُ. وهذا أشهرُ اصطلاحِ الآيةِ. وقد جاءَ في شعرِ نابغةِ ذبيانَ - وهو عَرَبِيٌّ قُحٌّ جَاهِلِيٌّ - تفسيرُ الآيةِ بالعلامةِ، حيث قال (¬٢):
تَوَهَّمْتُ آيَاتٍ لَهَا فَعَرَفْتُهَا ... لِسِتَّةِ أَعْوَامٍ وَذَا الْعَامُ سَابِعُ
[ثم بَيَّنَ] (¬٣) أن مرادَه بالآياتِ: علاماتُ الدارِ وآثارُها، حيث قال (¬٤):
رَمَادٌ كَكُحْلِ الْعَيْنِ لأْيًا أُبِينُهُ ... وَنُؤْيٌ كَجَذْمِ الْحَوْضِ أَثْلمُ خَاشِعُ
---------------
(¬١) مضى عند تفسير الآية (٧٣) من سورة البقرة.
(¬٢) مضى عند تفسير الآية (٤٦) من سورة البقرة.
(¬٣) في هذا الموضع انقطاع في التسجيل، وقد أتممتُ النقص من كلام الشيخ - رحمه الله - عند تفسير الآية (٩) من سورة الأعراف.
(¬٤) مضى عند تفسير الآية (٤٦) من سورة البقرة.

الصفحة 557