كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)
فيقتله لئلا يفتقر في المستقبل، وهي قوله: {وَلا تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ}.
وجماهير علماء العربية على أن (الإملاق) أصله مصدر: (أملق الرجل، يُملِق، إملاقاً) إذا كان فقيراً، قال بعض العلماء: واشتقاقه من (المَلَقَات) (¬١)، و (المَلَقات): الحجارة الضخام (¬٢)، وهو معروف [في كلام] (¬٣) العرب، ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي (¬٤):
أُتيْحَ لَهَا أُقَيْدِر ذُو حَشِيفٍ ... إِذَا سَامَتْ عَلَى المَلَقَاتِ سَامَا
فكما يقولون: تَرِبَتْ يداه: لم يَبْقَ عنده إلا التراب، يقولون: أملق: لم يبق تحت يده إلا الجبال والصخور العظام التي لا يقدر أن يحصل منها شيئاً.
وقال بعض العلماء: كانت لغة لخم من قبائل قحطان أنهم يطلقون (الإملاق) على الجوع (¬٥).
وقال بعض العلماء: الإملاق يطلق على الإنفاق، تقول العرب: «أملق ماله». إذا أنفقه (¬٦)، قالوا: ومنه: (التَّمَلُّق) في
---------------
(¬١) انظر: اللسان، (مادة: ملق) (٣/ ٥٢٧).
(¬٢) انظر: المصدر السابق.
(¬٣) في هذا الموضع وقع انقطاع في التسجيل، وما بين المعقوفين [] زيادة يتم بها الكلام.
(¬٤) البيت لصخر الغي الهذلي، وهو في اللسان (مادة: ملق) (٣/ ٥٢٧)، القرطبي (١٠/ ٢٥٢).
(¬٥) انظر: القرطبي (٧/ ١٣٢)، الدر المصون (٥/ ٢١٨)، أضواء البيان (٢/ ٢٧٨).
(¬٦) انظر: المصدر السابق.