كتاب العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (اسم الجزء: 2)
وزادوا أيضاً: فاعل فاحشة اللواط، فإنه جاء حديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «مَنْ رَأَيْتُمُوهُ يَعْمَلُ عَمَلَ قَوْمِ لُوطٍ فَاقْتُلُوا الْفَاعِلَ وَالمَفْعُولَ بِهِ» (¬١)
وهذا الحديث أخرجه أحمد والترمذي والبيهقي والحاكم وغيرهم، وصحَّحه بعض الحفاظ، وبه عمِل جماعة من العلماء، قالوا: إن من فعل فاحشة قوم لوط إنه يُقتل الفاعل والمفعول معاً، ففي هذا الحديث زيادة على الثلاثة، فهذه أشْيَاء دَلَّتْ عَلَيْهَا نصوص أُخَر اختلف فيها العلماء، فمن يقول: إن صاحبها يُقتل. يقول:
---------------
(¬١) أخرجه عبد الرزاق (١٣٤٩٢)، وأحمد (١/ ٣٠٠)، وأبو داود في الحدود، باب فيمن عَمِل عَمَل قوم لوط، حديث رقم: (٤٤٣٨)، (١٢/ ١٥٣)، والترمذي في الحدود، باب ما جاء في حد اللوطي، حديث رقم: (١٤٥٦)، (٤/ ٥٧)، وابن ماجه في الحدود، باب من عَمِلَ عَمَل قوم لوط (٢٥٦١)، (٢/ ٨٥٦)، والدارقطني (٣/ ١٢٤)، والبيهقي (٨/ ٢٣٢)، والحاكم (٤/ ٣٥٥)، وأبو يعلى (٢٤٦٣، ٢٧٤٣)، (٤/ ٣٤٨، ٥/ ١٢٨ - ١٢٩)، وابن الجارود (٢/ ١١٩ - ١٢٠) من حديث ابن عباس (رضي الله عنهما) وانظر: الدراية (٢/ ١٠٣)، نصب الراية (٣/ ٣٣٩)، والإرواء (٨/ ١٦ - ١٧)، صحيح أبي داود (٣/ ٨٤٤)، صحيح الترمذي (٢/ ٧٦)، صحيح ابن ماجه (٢/ ٨٢ - ٨٣)، المشكاة (٣٥٧٥)، وضعفه الحافظ في الفتح (١٢/ ٢٠٤).
وجاء نحوه أيضاً من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) عند الترمذي في الحدود، باب ما جاء في حَدِّ اللوطي (٤/ ٥٨). وقال: «هذا حديث في إسناده مقال، ولا نعرف أحداً رواه عن سهيل بن أبي صالح غير عاصم بن عمر العمري، وعاصم بن عمر يُضعف في الحديث من قِبَل حفظه» اهـ.
قال الحافظ في التلخيص (٤/ ٥٤): «وإسناده أضعف من الأول -يعني حديث ابن عباس- بكثير» اهـ. وقال أيضاً (٤/ ٥٥): «وحديث أبي هريرة لا يصح» اهـ. وكذلك ضعفه في الفتح (١٢/ ٢٠٤).